أجلت الحكومة العراقية مراسم افتتاح مقر قيادة «عمليات دجلة» التي يعارضها الأكراد، نزولاً عند رغبة الرئيس جلال طالباني، فيما أكد محافظ كركوك أن التأجيل جاء ثمرة محادثات مع مسؤولين في الحكومة المركزية. وكان مقرراً افتتاح مقر القيادة في منطقة كي وان في محافظة كركوك، تنفيذاً لأمر من وزارة الدفاع في تموز(يوليو) الماضي للإشراف على الملف الأمني في ديالى وكركوك. وقال الأمين العام لوزارة ّالبيشمركةّ جبار ياور في بيان إن «مراسم افتتاح قيادة عمليات دجلة في كركوك تأجلتّ. وأضاف «يبدو أن ذلك جاء عقب ايصال الرئيس طالباني موقفه عبر ممثله الخاص إلى رئيس مجلس وزراء الحكومة الفيديرالية، والمساعي التي بذلها رئيس الإقليم مسعود بارزاني في اجتماع الأحزاب الكردية في التوصل إلى إجماع، وقرارات مجلس محافظة كركوك». وزاد أن «هذا الإجماع كان ثمرة إلغاء وعدم إقامة تلك المراسيم، وسوف تستمر الجهود لإلغاء قرار التشكيل في شكل نهائي». وأعلنت القوى الكردية في اجتماع عقد السبت الماضي برئاسة بارزاني رفضها «القاطع» لقرار المالكي، وطالبت بإلغائه وعدم تكرار هذه السيناريوات إلى حين تنفيذ آخر فقرات المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها». أما محافظ كركوك نجم الدين كريم فأكد في بيان»عدم تنفيذ قرار تشكيل قيادة عمليات دجلة، بعد محادثات مع المسؤولين في بغداد»، مشيراً إلى أن «مجلس محافظة كركوك والأجهزة الأمنية فيها قررت عدم حضور المراسم». على صعيد آخر، أكد بارزاني أن الأكراد «يرفضون الحروب لكنهم مستعدون للدفاع عن انفسهم، وأن اسوأ الحروب هي البقاء تحت حكم ديكتاتوري»، وتعمقت الأزمة بين بغداد وأربيل على خلفية اعتراض «البيشمركة» الكردية قوات عراقية كانت في طريقها إلى قضاء زمار على الحدود مع سورية، فضلاً عن إصدار وزارة الدفاع أمراً بتشكيل قيادة «عمليات دجلة» للإشراف على الملف الأمني في محافظتي كركوك وديالى. وقال بارزاني خلال احتفالية لمناسبة مرور 51 عاماً على اندلاع ثورة أيلول الكردية بقيادة والده الملا مصطفى إن الإقليم «لا يفكر في الحرب لكنه مستعد للدفاع عن نفسه». وأضاف «نحن مع عراق ديموقراطي تعددي ومع حل الخلافات وفقاً للدستور، لكن الأطراف العراقية لن ترضى بأي شكل من الأشكال أن يعطي شخص واحد الحق لنفسه في إصدار قرارات فردية». وزاد أن «أسوأ الاحتمالات هي الدخول في حرب، ولكن الأسوأ من ذلك هو البقاء تحت حكم ديكتاتوري». وفي إشارة إلى قرار تشكيل قيادة «عمليات دجلة» استبعد بارزاني أن «يؤثر تحريك أي قوة في المكاسب التي حققها الإقليم». وزاد أن «الدولة العراقية الحديثة تأسست على أساس أن يكون العرب والأكراد شركاء، لكن الحكومة لم تلتزم، والأكراد لم يجدوا الراحة، لذلك فإن العراق لم يحقق مقومات الدولة بعد». وقلل القيادي البارز في «الحزب الديموقراطي» أدهم بارزاني من تأثير عودة الرئيس جلال طالباني في تهدئة الأزمة القائمة، وقال:»هناك خلافات في قراءة الدستور وهي ليست جديدة وكانت قائمة حتى عندما كان رئيس الجمهورية في البلاد». وأضاف «لا أعتقد بأن عودة طالباني ستحل الإشكالات القائمة، فالحكومة العراقية لم تلتزم الدستور، ولا أعتقد أن بإمكان شخص أن يغير في الأمر شيئاً».