منذ بداية احتلال العراق وجرائمه مستمرة. القتل مستمر والاعتقالات مستمرة والمداهمات العشوائية مستمرة والتعذيب الوحشي في سجون الحكومة مستمر وإهانه كرامة أبناء عراقنا مستمرة، ناهيك عن استمرار نهب الثروات وتفشي الفساد في كل مفاصل ما يسمى بالدولة وازدياد الفقر والبطالة وانعدام كل الخدمات وتدهور حالة المؤسسات الصحية والتعليمية واندثار الزراعة والثروة الحيوانية وازدياد ظاهرة التصحر، وأخيراً شيعنا نخلة العراق التي كانت في مقدمة رموزعراقنا المنكوب. كل هذا حصل تحت ولاية الحكومات المتعاقبة، والعملية السياسية التي رسمها المحتلون و المشاركون فيها هي عبارة عن بيادق رخيصة تتلاعب بهم إرادات خارجية وتمثل ولاءات لعقائد وسياسات تعمل على هدم العراق و تمزيقه أرضاً وشعباً. انها عبارة عن ناهبين لثروة العراق منحوها لأسيادهم وبقي العراقي يتلظى بحر الصيف ويعاني من برد الشتاء ولا يزال العراق فاقداً لكل أنواع السيادة. يوماً بعد يوم تتراجع حالة العراق الأمنية والإنسانية والصحية والعلمية والمعيشية ويفقد هذا الوطن قيمته واعتباره بين الأمم. ولا يزال شركاء هذه العملية السياسية ينتظرون ورقة وهمية يدعون بأنها ستكون طريقاً لخلاص العراق من محنته، وفي الحقيقة ما هي إلا محاولة جديدة لكسب الوقت وإلهاء الشعب ليستمر في سباته مخدر العقل في وسط هذا البحر المتلاطم من الجرائم. فلندق الطبول ونقرع على الصحون ولتزغرد النساء حتى يخرج القمر من فم الحوت وينشر ضوءه على أرض العراق ويفيق شعبنا من غفوته التي طالت وطالت كثيراً وبسببها فقدنا الكثير مما لا يعوضه الزمن القادم. نريدها صحوة تصحح مسار سفينتنا العائمة في وسط هذا البحر الهائج. نريدها صحوة تصفي القلوب وتوحد المسار والهدف. تصحح ما أسسه وأفرزه الاحتلال ويعود المارد يحنو على شعبه ويحميهم ويرعاهم ويدفع عنهم الشر. نريدها صحوة تنطلق من وسط ساحات بغداد وبقية مدن العراق تصرخ بصوت واحد :»الشعب يريد إسقاط النظام، الشعب يريد محاكمة المجرمين، والشعب يريد تحرير العراق». و الشعب يريد ويريد المزيد... فليشارك الجميع في هذه الصرخة وينزل إلى الشارع كل من يدّعي انه محب للعراق ومؤمن به وطناً غالياً للجميع وسيكتشف شعبنا في حينه كل المتخاذلين والعملاء والذين لا يصرخون مع صرخة العراق. دعوة صادقة لكل المنظمات الوطنية والشعبية وكل فئات الشعب من أقصى الوطن إلى أقصاه لا نستثني منها أحداً من كل مكوناته العرقية والطائفية والمذهبية أن تتدارس هذا الوضع المزري للعراق وتعمل على تحديد يوم الصرخة والتهيئة له، ولن ترهبنا جيوش الحكومة ومليشياتها وعملائها ولن نكون بأذن الله أقل شأناً من بقية أخواننا في الوطن العربي الكبير.