التقى وفد اقتصادي أميركي يضم مسؤولين، مسؤولي أحزاب وقوى سياسية مصرية للبحث في مسار الانتقال الديموقراطي. وفي حين أكد القائم بأعمال رئيس حزب «الحرية والعدالة» الحاكم عصام العريان أن حزبه «سيحصل على الغالبية النيابية» في الانتخابات البرلمانية المتوقعة مطلع العام المقبل، قال مؤسس «التيار الشعبي» المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي إن هدفه الرئيس يتمثل في انتخاب برلمان متوازن لا يهيمن عليه طرف. وقاد الوفد في لقاءاته مساعد الرئيس الأميركي للشؤون الاقتصادية مايكل فرومان. وأكد العريان في مؤتمر صحافي عقب اللقاء إن حزبه «يسعى إلى إيجاد حالة من الاستقرار السياسي والتشريعي ليساعد في جذب الاستثمارات»، مضيفاً أن «اعتمادنا الرئيس على جهود المصريين في الخارج والداخل... فالاستقرار التشريعي مهم جداً لتماسك المجتمع وسيؤدي إلى إنعاش الحالة الاقتصادية». واعتبر أن زيارة الوفد الأميركي للحزب الذي يمثل الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» لا تعني تدخلًاً من جانب الحزب في العلاقات الرسمية بين مصر وأميركا «لأنها بين الرئيسين المصري والأميركي فقط». وقال: «نحن لا نتدخل في هذا الموضوع إطلاقاً». وأكد استعداد حزبه لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة «ولدينا ثقة بأن حزبنا سيكون في مقدمة الأحزاب». وأشار إلى أن الحديث مع الوفد تطرق إلى تشكيل الجمعية التأسيسية «وأكدنا أن الجمعية تمثل تيارات عدة وأن من لم يشارك فيها مدعو للحوار والنقاش ليقول رأيه في المسودات التي تقدم لمواد الدستور». وخرج الوفد الأميركي من أبواب الحزب الحاكم ليلتقي بممثلين عن أحزاب المعارضة في الغرفة التجارية الأميركية، ليجد الصورة مختلفة عما نقله إليه العريان، إذ اعتبر حمدين صباحي أن مصر مقبلة على ثلاث معارك، الأولى الدستور «لأن اللجنة التأسيسية لوضع الدستور تشكلت بغالبية من المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي من دون تمثيل قطاعات المجتمع المصري كافة، كما أنها تعمل في شبه سرية من دون الإفصاح بشفافية عما يدور داخلها من مناقشات ومن دون مشاركة مجتمعية وديموقراطية». وأضاف صباحي في كلمته أمام الوفد: «هناك أيضاً معركة الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجرى عقب الانتهاء من وضع الدستور الجديد والاستفتاء عليه، ونسعى إلى أن تكون نتائج تلك الانتخابات معبرة عن تنوع القوى السياسية والمجتمع المصري في البرلمان الجديد أكثر من البرلمان المنحل، ففوز غالبية المنتمين إلى تيارات الإسلام السياسي التي كانت تشكل البرلمان السابق، كان نتاج حسن تنظيم من القوى الإسلامية وهو ما كانت تفتقده التيارات المدنية، ولن نسمح كقوى مدنية وثورية بسيطرة فصيل بعينه على الحياة السياسية». وأكد أن «محاربة الفقر معركة مقبلة إلى جانب المعارك السياسية لتقليص الفارق الشاسع بين طبقات المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية». واعتبر ذلك «أخطر تحدٍّ يواجه المصريين حتى لا يندفعوا باتجاه الانفجار بسبب الفقر»، مشدداً على أن «مصر بأحزابها وقواها السياسية وسياسييها تحتاج تفكيراً جاداً في حلول جادة للفقر». وأبدى ثقته بأن «المصريين سيواجهون التحديات الجديدة عبر صناديق الاقتراع». وأعرب عن أمله أمام الوفد الأميركي بأن يكونوا «شركاء لمصر في حل مشكلة الفقر من خلال المشاريع الاستثمارية التي ستنفذونها». في غضون ذلك، قام وفد عسكري أميركي يرافقه وفد من السفارة الأميركية في القاهرة أمس بزيارة معبر رفح البري ومعبر كرم أبو سالم وتفقد منطقة الحدود الدولية بين مصر وغزة وإسرائيل. وقال مسؤول إن «الوفد ضم خمسة أشخاص واطلع على الإجراءات المتبعة من جانب مصر في ضبط الحدود الدولية ومنع التهريب والتسلل إلى الجانب الآخر، ورافق الوفد خلال الجولة عدد من المسؤولين الأمنيين».