نشطت الاتصالات أمس للبحث في مطالب زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، من دون التوصل الى نتيجة نهائية، تفضي الى إنجاز تأليف الحكومة برئاسة سعد الحريري، ما يعني أن تذليل الصعوبات المتبقية، والمتعلقة بالأسماء وتوزيع الحقائب سيمتد الى الأسبوع المقبل، باعتبار أن عطلة نهاية الأسبوع تشمل جهود تشكيل الحكومة، وان كانت الاتصالات لن تتوقف بين الفرقاء. وأبرز الاتصالات أمس كان لقاء وزير الاتصالات جبران باسيل مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ثم لقاءه بعد الظهر مع الحريري، ثم جاء إعلانه رداً على سؤال عما إذا كان توزيره بناء لإصرار عون هو العقدة أمام تشكيل الحكومة، إن «هذا الموضوع لم تتم مقاربته والحديث عنه هو عقدة مصطنعة». وأوحى العماد عون في تصريح أمس بأن التفاوض يجري على الحقائب «وليس هناك من أسماء بعد... ولكل شخص مواصفات معينة ويصلح لوزارات معينة». لكنه رد على ما يشاع عن أن سليمان والحريري يصران على معيار عدم توزير الراسبين في الانتخابات (والمقصود توزير باسيل)، فقال: «هناك أشخاص لم ينتهوا من كابوس الانتخابات وما زالوا يعيشونها بالنجاح والرسوب»، ودعا هؤلاء الى «الصمت». وأكدت المصادر المواكبة عن قرب لاتصالات تذليل ما تبقى من عقبات حول تأليف الحكومة أن لا جديد على صعيد معالجة عقدة التوزير لا سيما في ما يخص موضوع باسيل. وفي وقت تحدثت أوساط عدة عن أن حلفاء عون لا سيما في «حزب الله» وحركة «أمل»، حاولوا في الاجتماع الذي عقده ممثلون عنهما معه ليل الأربعاء الماضي إقناعه بالتخلي عن توزير باسيل، وأن بعض هؤلاء الحلفاء يبدي تبرمه في مجالس متعددة من شروط حليفهم المسيحي الرئيسي، فإن عون نفسه أوحى بوجود مسافة بينه وبين حلفائه المعارضين حين قال في تصريحه أمس إن «صيغة 15 للأكثرية و10 للمعارضة و5 لرئيس الجمهورية هي المشترك بيننا وبين المعارضة، والباقي ليس مشتركاً وتأليف الحكومة يعني رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ونحن...». وكان اجتماع ممثلي «حزب الله» و «أمل» مع عون انتهى الى رفضه التنازل عن مطلبه توزير باسيل وابلاغه حلفاءه أنه يبت الموضوع مع الحريري، مع أن عون قال ما قاله في تصريحه، في معرض نفي وجود خلافات بين قوى المعارضة. إلا أن مصادر قريبة من المعارضة أشارت الى أن قواها تركت لعون محاولة معالجة مطالبه في اتصالاته المباشرة مع الحريري، معربة عن خشيتها من أن يظهر على أنه العقدة الأخيرة التي تؤخر تأليف الحكومة. وأكدت هذه المصادر أن أسماء وزراء حركة «أمل» و «حزب الله»، الخمسة في الحكومة جاهزة ولا مشكلة فيها، على رغم عدم صحة ما يذكر في الصحف عن هذه الأسماء. وفي وقت يربط عون موقفه بالعرض الذي يتلقاه في شأن الحقائب التي سيحصل عليها الوزراء الخمسة الذين يمثلون تكتله وجميعهم من المسيحيين، فإن مصادر في المعارضة أوضحت أن المخرج قد يكون بقبول سليمان والحريري بتوزير باسيل، إذا استمر عون مصراً عليه، مقابل نزع حقيبة الاتصالات منه. لكن لعبة المبادلة بين الحقائب والأسماء، ثم بين الحقائب، قد تزيد من التعقيدات، لا سيما ان توزير باسيل سيفتح الباب على توزير آخرين من الراسبين في الانتخابات من قوى 14 آذار فتتوسع لائحة هؤلاء من أكثر من طائفة. في هذا الوقت تواصلت أمس خطوات الانفتاح المسيحي – المسيحي، بعد تكريس المصالحة بين حزب الكتائب بزعامة الرئيس أمين الجميل وبين تيار «المردة» برئاسة النائب سليمان فرنجية، فزار وفد من «الرابطة المارونية» الأخير أمس، وجرى البحث في توسيع المصالحة بحيث تشمل فرنجية ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وقال فرنجية: «إن ما سبق ان قاله جعجع في إحدى مقابلاته التلفزيونية عن انفتاحه يمثل بداية مسيرة توصل الى المصالحة لكن المصالحة لا تكون فورية». وركز على المناخ الإيجابي لكي ترتاح الساحة المسيحية، وقال: «المسيحيون تعبوا من الخلافات والأهم إبقاء أبواب الأمل مفتوحة». وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو تابع زيارته لبنان لليوم الثاني والأخير فالتقى الرئيس سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة ونظيره اللبناني فوزي صلوخ. وشدد أوغلو الذي تفقد مشاريع تمولها بلاده على أن العلاقات اللبنانية – التركية «ستكون أكثر من عادية بل ممتازة وستساهم في القضايا الإقليمية». وأكد أن بلاده ستستمر في المشاركة في قوات الأممالمتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) طالما ان لبنان يعتقد أنه في حاجة الى ذلك.