إنه القرن ال21. ينشدّ مراهقو اللحظة الراهنة الى شخصيات تصنعها معطيات يعيشها المراهق يومياً. ربما ليس أمراً غريباً أن يعجب مراهقو الزمن الحاضر بمغنٍّ صغير السن وغريب الأطوار مثل جاستن بيبر، فلطالما أعجبت أجيال متتالية من المراهقين بأمثال بيبر، على غرار رباعي فرقة ال «بيتلز»، وملك الروك ألفس بريسلي، وراقص الديسكو جون ترافولتا، ومبتكر «مشية القمر» وال «بريك دانس» مايكل جاكسون وغيرهم، ممن كانوا صغار السن وغريبي الأطوار عند انطلاق شهرتهم. هناك أشياء لا تحصى في مراهقة القرن ال21، تأتي من التقنيات المتطوّرة، لعل أحدثها ما حاولت شركة «آل جي إلكترونيكس» LG Electronics أن تتقصاه عبر رعايتها منافسة بين شباب أميركا في سرعة الكتابة على الخليوي. لفتت هذه المسابقة نظر مجلة «تايم» الأميركية، فاختتمت بها عدداً أصدرته أخيراً وكرّسته لتقصي الطرق التي يغيّر فيها الخليوي الحياة اليومية. وأجرت المجلة مقابلة مطوّلة مع أُستِن وورشِك (17 عاماً) الذي فاز بهذه المسابقة في العام 2012، وقيمتها 50 ألف دولار، بعد أن تمكّن من كتابة رسالة من 140 كلمة في نصف دقيقة. وسبق له أن فاز بالمسابقة عينها السنة الفائتة، ما كرّسه بطلاً للكتابة على الخليوي. ويتدرّب وورشِك على هذه السرعة يومياً. لكنه لا يلتهم 12 ألف سعرة حرارية يومياً، كما يفعل السبّاح الأولمبي الأسطوري مايكل فيليبس، بل يثابر على كتابة سُيُولٍ من رسائل الخليوي القصيرة الى الأهل والأصدقاء. ولا يتوقّف عن الكتابة في السيارة ولا أثناء تناول طعام العشاء مع الأسرة. وفي معدل وسطي، يكتب وورشِك 10 آلاف رسالة خليوي شهرياً. ويدعم أهله هذا «التدريب» غير المنقطع، إذ يسدّدون فواتير هاتفه الجوّال شهرياً، من دون تذمّر. وفي المقابل، يثابر وورشِك على العمل في مطعم يملكه أبواه، مُشارِكاً في أعمال الطبخ. ونُقِل عنه أنه أصاب أحد أصابعه بجرح أثناء تقطيع البقدونس، لكنه لم يعر الأمر اهتماماً كبيراً، لأن ذلك الأصبع لم يكن إبهاماً يستعمله في كتابة رسائل الخليوي. لفت فوزه للمرة الثانية على التوالي في مسابقة «أل جي» في كتابة رسائل الخليوي، وسائل الإعلام الأميركية، فنال حظّاً وافراً من المقابلات التلفزيونية واللقاءات الإعلامية والمقالات الصحافية وغيرها. وعلى رغم ذلك، لا يقطع وورشِك علاقاته مع الأصدقاء بواسطة الخليوي، لا بالصوت ولا بالرسائل، إذ يعتقد أن أمراً كهذا يجب أن يجري في لقاء مباشر. في المقابل، يتمنى لو أنه يتلقى رسالة خليوي من الممثلة جنيفر لورنس التي أدّت دور البطولة في فيلم «ألعاب الجوع»، وهو فيلم نجح في شدّ مراهقي أميركا لمشاهدته. ويفكر وورشِك في أن كتابة رسائل الخليوي تشكّل الطريقة التي يتحدث بها المراهقون بعضهم الى بعض، بل يصفها بأنها الطريقة الأسرع للحوار بين شخصين، حتى بغضّ النظر عن الأعمار، ولذا تبرع بتعليم أمه طُرُقاً لإتقان الكتابة السريعة على الخليوي. وبصورة عامة، يعتقد وورشِك أن السرعة في كتابة الرسائل تعتمد على مجموعة من القواعد تشمل عدم الكتابة أثناء قيادة السيارة، وعدم التورّط في تقصي الدقّة الفائقة أثناء الكتابة، وعدم الاعتماد كثيراً على الاختصارات الشائعة في الرسائل النصيّة القصيرة، والمواظبة على كتابة الرسائل الخليوية يومياً.