انعكست الخلافات في الحكومة الإسرائيلية في شأن التعامل مع الملف النووي الإيراني، في إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في شكل مفاجئ أمس، إلغاء جلسة للمجلس الوزاري المصغر حول سبل مواجهة التهديد النووي الإيراني، إثر تسريب مداولات المجلس خلال لقاء مطوّل عقده الثلثاء، لمناقشة تقارير سنوية لأجهزة الاستخبارات عن التهديد الذي تشكّله طهران، تضمنت معلومات متباينة وأثارت «قلق» الحاضرين. في غضون ذلك، حذر قائد بحرية «الحرس الثوري» الأميرال علي فدوي من أن بلاده لن تفرّق بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل وستردّ على البلدين، إن تعرّضت لهجوم، بقوله: «فصل النظام الصهيوني عن أميركا بلا معنى، ويجب ألا نعتبر أن إسرائيل منفصلة عن أميركا. وعلى هذا الأساس، وحدهم الأميركيون يتخذون الآن موقفاً يشكّل تهديداً لإيران، وإذا ارتكبوا أبسط حماقة فلن يتركوا المنطقة بسلام». ونفى مصدر ديبلوماسي غربي في طهران، تقريراً أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاثنين الماضي، أفاد بأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وجّهت «رسالة سرية» إلى إيران، «تنأى» عن أي هجوم منفرد قد تشنّه إسرائيل على إيران، وذلك لتجنيب القواعد «الاستراتيجية» لأميركا وقواتها في المنطقة، رداً محتملاً. وقال ل «الحياة» إن الإدارة الأميركية لم توجّه رسالة مشابهة «إذ تدرك أن إسرائيل لا يمكن أن تشنّ هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية، من دون مساعدة الولاياتالمتحدة»، مضيفاً أن الأخيرة وحلفاءها الغربيين «يراهنون على الآثار الاقتصادية للعقوبات» على طهران، لتحقيق أهدافهم من دون خوض حرب مع إيران. وكان رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عرضوا الثلثاء تقويمهم السنوي على الحكومة الأمنية المصغرة المؤلفة من 14 وزيراً، خصوصاً ما يتصل بالبرنامج النووي الإيراني. وأوردت «يديعوت أحرونوت» أن «وزراء الحكومة الأمنية المصغرة فوجئوا باكتشافهم أن ثمة خلافات بين أجهزة الأمن، حول الملف الإيراني»، أحدها يتعلّق بقدرة أي هجوم تشنّه الدولة العبرية، على الإضرار بالبرنامج النووي الإيراني، خصوصاً من دون الولاياتالمتحدة، إضافة إلى مدى الضرر الذي سيلحق بإسرائيل في أي ضربة. ونقلت الصحيفة عن مصدر «شارك في الاجتماع»، قوله: «سمعنا معلومات مفصّلة ومزعجة ومقلقة جداً، حول تقدّم البرنامج النووي لإيران التي انطلقت في سباق نحو القنبلة (النووية)، ويبدو أن لا شيء قادراً على وقفها». لكنه اعتبر أن «الوضع مقلق، وليس مخيفاً»، لافتاً إلى أن إسرائيل «تلعب بوكر» مع الغرب، إذ ترغب في ألا يشعر بأن ثمة مزيداً من الوقت لتسوية الملف الإيراني. وغضب نتانياهو من تسريب مداولات الاجتماع إلى الصحيفة، وأعلن «إلغاء» جلسة أمس، على رغم اعتباره أن «وسائل الإعلام تقوم بواجبها. ودعا وزير الطاقة الإسرائيلي عوزي لانداو إلى فتح تحقيق في القضية، لتحديد المسرّب، وحضّ على إخضاع كل المشاركين في الاجتماع، إلى اختبار لكشف الكذب.