في خطوة مفاجئة لم يسبقها أي إعلان أو قرار، أغلقت قوات تابعة للجيش العراقي عشرات النوادي الليلية ومحلات بيع الخمور مساء أول من أمس. وفوجئ رواد النوادي في ساعة متأخرة ليلة أول من أمس بهجوم قوات الجيش التي اعتدت عليهم بالضرب بالعصي وأعقاب البنادق وإطلاق النار فوق رؤوسهم ما أدى إلى حالة من الفوضى والذعر في مناطق الكرادة وشارع السعدون وشارع أبو نواس والعرصات وسط بغداد. وحاولت «الحياة» الاتصال بالجهات الأمنية إلا أن كل من تم الاتصال به نفى علمه بالأمر، مؤكداً أن «القوات التي دهمت النوادي تابعة لمكتب القائد العام للقوات المسلحة» (رئيس الوزراء نوري المالكي). وقال رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين فاضل ثامر ل «الحياة» إن «أعضاء الاتحاد فوجئوا بقوات الأمن وإجبارهم على إغلاق النادي الاجتماعي التابع له بالقوة. وبعد التحري، عرفنا أن القوات الأمنية تنفذ أمراً لمجلس الوزراء بإغلاق كل محلات بيع الخمور في شارعي السعدون وأبو نواس»، مبيناً أن «الاتحاد حصل على تطمينات حكومية إلى إعادة افتتاح النادي التابع له». وأضاف إن «نادي اتحاد الأدباء ثقافي وليس مشرباً لأن مثل هذه الفعاليات هي جزء من النشاطات والمحاور الثقافية». وأعرب عن قناعته بأن «خلف قرار الإغلاق جهات دينية متشددة تريد إقامة دولة دينية»، محذراً من أن «إقامة دولة دينية سيؤدي إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، لأن فرض الأحكام الشيعية الدينية في بعض المناطق، سيدفع السنة إلى المطالبة بدولة خاصة بهم، ما يجعل الأكراد ينفصلون لأنهم لا يقبلون العيش مع التطرف الديني». وأكد أن «وحدة العراق تحفظها دولة مدنية تحترم الثوابت الدينية للجميع». وعلى رغم أن المادة الثانية من الدستور تنص على عدم جواز «سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديموقراطية، ولا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية»، إلا أن لجنة الأوقاف والشؤون البرلمانية أعلنت الشهر الماضي أنها في صدد تشريع «قانون لمكافحة الخمور». إلى ذلك، شنت منظمات المجتمع المدني والنشطاء حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد الحملة الحكومية. وحذر الناشطون من بداية تأسيس «دولة دينية» وكتب أحدهم: «لا لدولة الفقيه»، وقال إن «الدولة الدينية آتيه لا ريب فيها، فاستعدوا للتعامل معها واحرقوا كل دساتيركم وكتاباتكم وأحلامكم عن الديموقراطية والدولة المدنية وحقوق الإنسان... إنها ولاية الفقيه يا سادة يا كرام». أما السيناريست العراقي المعروف حامد المالكي فكتب على صفحته: «من السهل أن يركض الجيش وراء شباب يشربون البيرة، لكن من الصعب توفير أمن اجتماعي لهؤلاء الشباب ولأهلهم، هذا يحتاج إلى عقل لا إلى عضلات».