يكاد المشهد التلفزيوني الدرامي ان يخلو من المسلسلات ذات البطولة النسائية الجماعية، باستثناء عمل من هنا، وآخر من هناك، نفذت بأوقات متفاوتة. ولعل اكثر هذه الأعمال العالقة في الذهن مسلسل «3 بنات» الذي عرض في التسعينات على شاشة «ام تي في» اللبنانية لمواسم متلاحقة، وينتمي الى نوعية «السيتكوم» التي اضحت اليوم ظاهرة في مصر بعدما حقق المخرج اللبناني أسد فولادكار نجاحاً كبيراً من خلال إحدى ابرز تجلياتها: سيتكوم «راجل وست ستات» الذي وضع فيه فولادكار الخبرة التي اكتسبها في استراليا في هذا المجال. اليوم، تعود الدراما النسائية الجماعية الى شاشة رمضان من خلال مسلسل «صبايا» الذي انتهى المخرج ناجي طعمي في العاصمة السورية دمشق من تصويره ليعرض حصرياً على «روتانا خليجية» في رمضان. المسلسل الذي تقول عنه كاتبته رنا الحريري انه «نموذج لشرائح من المجتمع»، يتناول قصة خمس فتيات يعشن في منزل واحد في اطار اجتماعي كوميدي خفيف. الفتاة الاولى تدعى «نور» (ديمة بياعة)، وهي فتاة جميلة توفيت والدتها وسافر والدها للعمل في إحدى دول الخليج، ولكي لا تعيش وحيدة في منزلها الكبير أجّرت الغرف لأربع فتيات من عمرها ليعشن معاً. وعلى رغم إنهائها دراستها في معهد سكرتاريا بقيت في المنزل دون عمل بناء على رغبة ابن عمها وخطيبها «وائل» الذي تتفاوت علاقته بالصبايا الأربع وتتراوح بين ود وشجار بحسب تصرفاته مع «نور». الفتاة الثانية تدعى «ميديا» (جيني اسبر)، وهي أكبر الفتيات سنا اتت من محافظة اللاذقية من أجل تحقيق طموحها في مهنة التمثيل، فتواجهها صعوبات وتحاول جاهدة الوصول الى الشهرة بشتى الأساليب، فنراها حيناً ترشو أحد الكتاب لتحصل على دور مهم، وأحياناً أخرى تقرر كتابة مسلسل خاص بها، لكنها تستسلم في النهاية وتقرر احتراف الغناء، كما تشجع الفتيات للانضمام اليها لتكوين فرقة غنائية كالفرق المنتشرة هذه الأيام. الفتاة الثالثة «ليلى» (نسرين طافش) من أب سوري وأم روسية سافرت بعد وفاة زوجها الى ديارها، تاركة ابنتها الوحيدة في الشام بناء على رغبتها. وليلى عارضة أزياء جميلة تعيش مع الفتيات بطريقة مسالمة وتبتعد قدر الإمكان عن الشجار والمشاكل، وتحاول أن تعيش حياة مستقلة بطريقتها الخاصة لكنها تتعب من الضغوط وتقرر في نهاية المسلسل السفر للالتحاق بوالدتها في روسيا. اما «سميحة» (كيندا حنا) فهي أصغر الفتيات سناً وأكثرهن اهتماماً بجمالها وأناقتها. اتت من حلب للدراسة في كلية الحقوق، وهي أيضاً أقل الفتيات ذكاء، وتتصرف بعفوية وبساطة أقرب الى السذاجة، ما يعرضها لكثير من المقالب التي تنتهي دائماً لمصلحتها، لا لذكائها إنما لجمالها. الفتاة الأخيرة تدعى «لبنى» (ديمة الجندي) وهي آخر الوافدات للعيش في المنزل، كما انها فتاة طيبة القلب الى أبعد الحدود، قوية الشخصية، أنهت دراستها في معهد اعداد رياضي، وتأتي الى العاصمة من إحدى القرى الشمالية باحثة عن عمل، وتنجح في مسعاها. والى جانب الفتيات الخمس تطل «هزار» (نبال الجزائري) جارة الفتيات، وهي أقل جمالا منهن وأكبرهن سناً. كما انها كثيرة الكلام والمشاكل. لكنها مصدر معلوماتهن إذ يستعن بها لمعرفة آخر الأخبار وللوصول الى معلومات عن أي كان، كما يتعاملن معها بود على رغم بعض المواقف السيئة التي تسببها لهن بقصد أو من دون قصد. ولا يقتصر المسلسل على الشخصيات النسائية إذ يطل عدد من النجوم السوريين كضيوف شرف مثل باسم ياخور وقصي خولي وعبدالمنعم عمايري ومحمد خير الجراح وآخرون. ويبقى السؤال: هل سيحقق هذا المسلسل النجاح، خصوصاً انه يعد جديداً نوعاً ما على المشهد الدرامي؟ وهل سيقارن المشاهدون بينه وبين مسلسل «نساء مطلقات» الاميركي ذائع الصيت؟ ثم، هل سيكون فاتحة لأعمال من هذا النوع؟