في حي الفجالة، أحد أشهر أحياء القاهرة، انهمك عدد كبير من الشباب في الرسم والتلوين. كان المشهد لافتاً، فانبرى سكان الحي للمشاركة، وفي غضون ساعات، تحولت الجدران الكالحة إلى لوحة فنية. أقيم المشروع تحت عنوان «رمضان بالألوان والفجالة هي العنوان»، وتعاون في تنفيذه عدد من طلاب كليات الفنون والمتخرجين منها، بدعوة من «ائتلاف شباب التشكيليين»، ومشروع «حكاية جدار» الذي بدأ نشاطه قبل سنة بالنزول إلى الأحياء الشعبية الواقعة على أطراف القاهرة للرسم على جدرانها. وفي فترة قصيرة، استطاع مشروع «حكاية جدار» أن يرسخ مفهوماً جديداً من المشاركة بين الفنانين والجمهور، من خلال الرسم المباشر في الشارع، وتكررت التجربة بعدها في عدد من الأحياء الأخرى بالرسم على الجدران أو الأسفلت ووسط المارة في قلب عدد من الميادين الرئيسة. وكانت الفجالة إحدى المحطات في مسيرة هذا المشروع الذي حرص المشاركون فيه على أن يكون لهم دور في احتفال المصريين بأيام شهر رمضان بطريقة مختلفة، لكنها لا تنفصل في الوقت ذاته عما اعتادوه من تزيين للشوارع والبيوت. وحرص المشاركون على تحويل الشارع إلى ما يشبه الكرنفال، ما أضفى على الحي روح البهجة. ويعد حي الفجالة أحد أعرق الأحياء القاهرية، والشارع الذي نفذ فيه المشروع هو شارع قصر اللؤلؤة، ويتميز بعماراته العتيقة التي تعود غالبيتها إلى بدايات القرن العشرين. وقبل الانطلاق في تنفيذ المشروع، عقدت جلسات مطولة بين المشاركين وأهل الشارع، لإيجاد نوع من الألفة بينهم والتعرف أيضاً على أحوال الناس وتاريخ الحي. فالرسوم انعكاس لروح المكان وتاريخ المنطقة، وغالبيتها لا تلتزم موضوعاً محدداً، وكل فنان له حرية التعامل مع المساحة التي يعمل عليها، شرط أن تراعي الرسوم طبيعة المكان وروحه. وكان على كل فنان أن يضع ما يراه من تصورات انطلاقاً من هذا الإطار، مع الأخذ في الحسبان أنه سيتم في النهاية الربط بين تلك الرسوم لتكون أشبه بلوحة جدارية كبيرة بطول الشارع. وقد أقيم المشروع بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني في القاهرة وائتلاف شباب التشكيليين وأتيليه الشارع وجمعية النهضة العلمية والثقافية «جيزويت القاهرة».