البعض في صغرهم تنعموا باللهو بالبراميل، كانت مجال الدحرجة الوحيد، عند الكبر اكتشفوا مجالات تدحرج أخرى، والقصد الوعاء الحديدي الذي يستخدم لحفظ مادة «الديزل» أو «القاز»، برميلنا هذا يحضر عند بث الأخبار عن الصادرات النفطية كوحدة قياس، كلما بث خبر عن ملايين البراميل المصدرة أتخيلها «مصفوفة» براميلية، وأقول: من ذا الذي سيتولى دحرجتها؟ بالطبع ضعف استيعاب مني لدور ناقلات النفط وخزاناتها العملاقة، ويبدو أن هناك من فكّر في رد الجميل للبرميل، تقديراً لجهوده المستمرة في التنمية «المع...طاء»، فظهر لدينا ميدان مزدان بأشجار البراميل، ليس في الأمر نكتة بل واقع «متبرمل» في ميدان بالرياض. على الجانب الأيمن انتشرت أشجار البراميل الحديدية حمراء وشهباء، وعلى اليسار ظهرت أعشاب معدنية طويلة! يبدو أننا ندلف للمرحلة الحديدية، زراعة الحديد بعد فشل في زراعة الأشجار، ميزة الحديد أنه لا ينمو ولا يحتاج إلى صيانة أو ري، إنه مناسب للبيئة الصحراوية، ويمكن توقع أن الرياضالمدينة بجهود أمانتها ستلحق بمدينة جدة أيام الأمين الأسبق، الذي اشتهر عهده بالمجسمات «الجمالية»، فيما البنية التحتية صفر مكعب، والخدمات تحت الصفر، والشعار من الباطن يقول: «اطلق العنان لفنك مهما كان قبيحاً... لدينا وفرة مالية»، وفي الظاهر «لن ننساك أيها البرميل»، ولم أستغرب اختيار الموقع في نقطة لا يمر بها علية القوم، بخاصة وهي قرب المنطقة الصناعية، لكن ما زاد من لفت انتباهي تلك الأعشاب المعدنية التي استوحيت - في ما يبدو - من السافانا الأفريقية! مع برج حديدي سجنت فيه نباتات متسلقة تشكو الأسر. إن الفقر في الأفكار مع فوضى الأولويات ينذران بمزيد من فقدان فوائض مالية، ولن أسأل عن كلفة هذا العمل البراميلي «يتوقع دخوله كتاب غينيس للأرقام القياسية، كأول حاضنة استنبات لأشجار البراميل»، لن أسأل لأن وكيل أمانة الرياض للخدمات رد على سؤال صحافي عن كلفة فعاليات الأمانة في العيد بقوله: إن هذا مما لا يهم القارئ! وترى مثلما أرى أن بعض المسؤولين يعلمون ما يهمنا وما لا يهمنا، وعلينا الأكل والشرب فالحمد لله الذي رزقنا بهم. لن ننساك أيها البرميل وظهور أشجارك على سطح الأرض المغبرة يشي بنظرة مستقبلية رومانسية حالمة، تدرك قرب صفك مع «الكائنات» المهددة بالانقراض. www.asuwayed.com @asuwayed