صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في قمة منتدى جزر المحيط الهادئ، أن هذا المحيط «كبير جداً ويتسع لنا جميعاً»، وذكرت خصوصاً الصين واليابان والاتحاد الأوروبي. وقالت كلينتون أمام ممثلي الدول ال15 الأعضاء في المنتدى «نرحب بإمكان العمل مع شركائكم من أجل التنمية، اليابان والاتحاد الأوروبي والصين». وزادت: «لكل منا دور ونساهم في شكل كبير في نجاح المنطقة في الأمن والازدهار»، قبل أن تؤكد أن «المحيط الهادئ واسع ليتسع لنا جميعاً». وكلينتون هي أول وزيرة خارجية أميركية تشارك في القمة السنوية لهذه المجموعة من الجزر التي تشغل مساحات واسعة للمناطق المأهولة بالسكان. وتقيم هذه الدول علاقات وثيقة مع الصين التي قال معهد «لوي» الأسترالي أنها قدمت قروضاً بقيمة 600 مليون دولار بفوائد مخفضة إلى منطقة جنوب المحيط الهادئ منذ 2005. وخلال القمة التي عقدت في جزر كوك، نفت كلينتون التي ستزور بكين هذا الأسبوع لإجراء محادثات حول العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، وجود منافسات في جنوب المحيط الهادئ. وقالت كلينتون: «نعتقد أن من المهم لأمم جزر المحيط الهادئ إقامة علاقات جيدة مع أكبر عدد ممكن من الشركاء بما في ذلك الصين والولاياتالمتحدة». ووسط انتقادات بأن مساعدات الصين أضعفت الجهود الدولية لإحلال الديموقراطية في فيجي وجزر أخرى، قالت كلينتون «هنا في المحيط الهادئ نريد أن نرى الصين تتحرك بعدل وشفافية». واتهمت وسائل الإعلام الصينية كلينتون بالسعي «لاحتواء» صعودها في هذه الجولة التي تقوم بها في المنطقة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في بيان إن «على السياسيين الأميركيين في أي حزب أن يدركوا أن من مصلحة بلدهم أيضاً التعامل مع التنمية الصينية بموضوعية وعقلانية». وأضاف في بيان «عليهم الكف أيضاً عن انتقاد الصين بلا أساس وعن التدخل في شؤونها الداخلية والعمل على تشجيع المصلحة المتبادلة والتعاون بين الصين والولاياتالمتحدة». لكن نائب وزير الخارجية الصيني كوي تيانكاي بدا تصالحياً خلال المؤتمر. وقال أمام المنتدى «نحن في هذه المنطقة لا لنمارس نفوذاً معيناً أو لنحتل موقعاً مهيمناً بل للعمل مع دول أخرى من أجل تنمية مستدامة». وزاد: «نحن هنا لنكون شركاء جيدين وليس لمنافسة أي بلد». وتابع أن الصين ترغب في العمل مع الدول الأخرى «لكن هذا لا يعني أنه سيكون عليها تغيير سياسة المساعدة الخارجية التي تتبعها». وأعلنت كلينتون أنها تحدثت مطولاً مع رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي الذي شجعها على حضور القمة. وتسعى الولاياتالمتحدة إلى تعزيز وجودها في منطقة آسيا - المحيط الهادئ التي تعتبرها منذ سنوات محرّك النمو العالمي. ورأى مراقبون في رحلة كلينتون إلى المنطقة رداً على نفوذ بكين فيها. لكن أي محاولة أميركية للحدّ من دور الصين ستواجه صعوبات جمة لأن بلداناً عدة في المنطقة ترتبط بعلاقات وثيقة مع بكين. وقد أكد زعيم ساموا في حزيران (يونيو) أن الصين صديقة أعظم من الولاياتالمتحدة. ورحب هنري بونا رئيس وزراء جزر كوك بالاهتمام الأميركي المتجدد، مؤكداً في الوقت ذاته أن المنطقة لن تبتعد عن الصين. وقال «نقيم علاقات وثيقة جداً مع الصين ولا مساومة في هذا الشأن». وزاد: «كانوا جيدين جداً (...) وبالتأكيد هناك مكان لهما (بكين وواشنطن) في المحيط الهادئ». وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة ترحّب بتنسيق أكبر مع الصين في شأن المساعدات، وحماية موارد المياه وعمليات الإغاثة في الكوارث، معلنة عن تقديم 32 مليون دولار لتنفيذ مشاريع جديدة معظمها لمساعدة الجزر على التأقلم مع التغيرات المناخية. وكانت الولاياتالمتحدة أوقفت في عام 1994 برامج المساعدة لجنوب المحيط الهادئ. واستؤنفت أخيراً بعدما شدد الرئيس أوباما على ضرورة التركيز على رسم مستقبل آسيا التي تشهد نمواً متسارعاً.