مع تطور الزمن وتقدم الانسان علمياً ومعرفياً وحضارياً، من المفروض ان يواكب ذلك ارتقاء الانسان ثقافياً وأخلاقياً وإنسانياً. هذا هو المعقول والمقبول والمنطقي. لكن من المؤلم والمفجع حقاً ان من يرى المجازر بحق شعبنا السوري، ومنذ أكثر من عام ونصف عام، بلا هوادة وفي شكل مرعب - بفضل وسائل الاعلام - يظهر له بكل جلاء ان العالم يشهد طفرة إجرامية مروعة لم تشهد لها البشرية مثيلاً على مر تاريخها الطويل. المجرم ليس فقط الذي يقترف مثل هذه الجرائم البشعة وحده، بل من يسانده ويقدم له الدعم، وكل من لم يرفع الصوت عالياً، فالذي يصمت عن الحق شيطان أخرس، كما لعن الله من لم يتصدَّ للظالمين لمنع ظلمهم. ان جميع الاديان والشرائع السماوية تلزمنا بمواجهة الأشرار والظالمين بكل حزم وعزم، كما تدعو الى ذلك جميع القوانين والمبادئ. يا إلهي الى أي حد انزلقت البشرية والى أي مستوى انحدرت؟ انه أسوأ من عصر الغاب، بل ان عصر الغاب أفضل منه بكثير. اننا نشاهد ما يحصل في سورية من مجازر مروعة وما يحدث في العراق وفلسطين وفي الكثير من بقاع العالم، والأدلة كثيرة جداً على ما نقول ومنها أيضاً آلاف الضحايا الذين يتساقطون يومياً من إخوتنا في الانسانية في شتى بقاع الارض بفعل الجوع والمرض والفقر والجهل والحروب العبثية، وبفعل القمع والتعذيب أيضاً. هل ستتحقق تلك المقولات التي مفادها ان زمناً سيأتي لا يستطيع فيه أفراد العائلة الواحدة ان يخلدوا الى النوم الا بعد ان يقسم كل فرد للآخر بألا يقتله أثناء نومه. يبدو ان ذلك سيتحقق فعلاً، واننا اذا استرسلنا كثيراً في البحث والتأمل قد نكتشف ان كثيرين منا ليسوا أبرياء تماماً مما يحصل على أرض الواقع. طبعاً نستثني من ذلك من يمارس بحقهم الظلم ومن يتصدون له ويرفعون أصواتهم عالياً بوجه كل مجرم وقاتل وطاغية مهما امتلك من أسلحة وميليشيات وشبيحه ومرتزقة وعملاء.