لا أنكر أن هناك فئةً من النساء محكومات بالعاطفة، ولكن لا أرى في محيطي الواقعي ولا في المحيط الأكبر منه (الإنترنت) عند طريق رسائل القارئات والصديقات والكاتبات والمعارف نساء محكومات بالعاطفة! كل ما أراه - بكل صدق وأمانة - نساء حملن على عاتقهن مسؤولية كبيرة وعلى رغم أني أحب كثيراً أن أكتب الأسماء المجردة كما هي، إلا أنني هذه المرة سأكنيهن بأم فلانة وفلان حتى لا يتسبب تصريحي هذا في أي (غيرة ذكورية) من شأنها إعلان حرب سرية لا (تُحمد عقباها). السرية ستكون في أسباب الحرب. أما أساليبها - طبعاً - فمتنوعة منها التهديد بالمنع من العمل (لأنه جعل أم ود تتكبر على زوجها فهي مستغنية براتبها بحسب رأيه) أو قد تجعل أخا أم سمير (يصادر بطاقتها البنكية)، فإما الدفع وإما الجلوس في المنزل (فالسيد المبجّل ما عنده حريم تشتغل في مستشفيات مختلطة)! ولا أبو أم غيداء التي يمنعها من الزواج (لأنه أحق براتبها من غيره، ولذلك يهرب منها العرسان)، على رغم أنها تتوق لحمل لقب أم وترضى بأن تكون زوجة مسيار عديمة الحقوق، في مقابل تحقيق هذا الحلم الجميل. أما أم سلافة فلن أتحدث عنها لأنها بمفردها قصة ينبغي أن يفرد لها مقال، فهي الابنة الوحيدة على 5 ذكور، وهي الوحيدة أيضاً التي تقوم برعاية أبويها الكبيرين في السن وهي الوحيدة التي تحملهما إلى المستشفى بالتناوب وهي الوحيدة التي توفر حاجات المنزل وهي الوحيدة التي تستقبل ضيوفهما وهي الوحيدة التي مُنعت من إكمال تعليمها الجامعي وهي الوحيدة التي منعت أيضاً من الزواج بحجة عدم تكافؤ النسب على رغم أن الذكور الخمسة تزوجوا من نساء لا تتوافر فيهن هذه الصفة ومن جنسيات مختلفة ومن مستويات مختلفة أيضاً فلا تكافؤ في الثقافة ولا في السن ولا في أي شيء وليس لها أن تسأل وهي على أعتاب الأربعين: لماذا لا أحظى بمثلهم؟ ولماذا رُفِض ابن الجيران الذي يرغب فيها زوجةًَ منذ مراهقتها والذي ما زال ينتظر لحظة زواجه منها بفارغ الصبر! أثار استفزازي مقال لأحد الكتاب أشار فيه بالتالي إلى (أن المرأة محكومة بالعاطفة وأن عاطفتها اللامسؤوله هي توجهها، لذلك استوجب أن يكون الرجل قيماً عليها. لذا فإن الطلاق كان بيده لأسباب عدة شرحها وتفضل مشكوراً بشرح جزئية لم نكن ملمين بها بصراحة (وهي أن المرأة لم تتكلف شيئاً في الزواج لذلك كانت الحكمة أن تكون العصمة بيده فهو الوحيد الذي بيده الطلاق ولأنها لم تتكلف شيئاً من تكاليف الزواج فهي تستطيع الاستغناء عن زوجها بكل بساطة لأنها لم تدفع! على رغم أن مفهوم الدفع الذي ربما أسمعه أو أقرأه للمرة الأولى في حياتي (لا يدخل ضمن حسابات الكثيرات من النساء). والذي يجعل معظم النساء تظل مع زوجها هو (حسن معاشرتها فقط وإشباعها إنسانياً كائناً محترماً له رأي وحقوق واضحة ثم إشباعها عاطفياً باحترام مشاعرها بعدم تهديدها (بالزواج عليها ليلاً ونهاراً) وزرع الأمان في قلبها والتمثل بالأخلاقيات التي يجعله في عينها (كل رجال الأرض) والحقيقة التي أحب أن أشير إليها والتي ترجمها رسم كاريكاتوري وضع فيه صورتين لجهاز (شراء آلي لمشروبات غازية) فالرجل وضع الريال واختار بكل سهولة ويسر. أما الصورة الثانية فكانت عبارة عن امرأة تريد أن تفعل مثله وتشتري مشروباً غازياً، والذي أشار إلى المطلوب منها حتى تتمكن من فعل ذلك (صورة من هوية الوالد وموافقة من عمدة الحي وشاهدين والذي الحق بجملة رائعة (نظراً لأن المرأة محكومة بعاطفتها فأننا سنختار لك المشروب الأفضل!... يتبع [email protected]