أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أن «كل ما سُرب من أخبار عن جثامين وكشوفات ونتائج» في ما يخص مصير الإمام المغيّب السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، «كان زوراً بزور وظلامة فوق الظلم المتمادي منذ 34 عاماً»، معتبراً أنه «ما زال للنظام الليبي البائد أصابع تحاول الزوغان في التحقيق كي لا نصل الى النتائج المرجوة». وقال بري، في خطاب ألقاه مساء أمس في مهرجان حاشد نظمته حركة «أمل» في مدينة النبطية الجنوبية: «ثبت لنا وللسلطات الليبية العليا عدم صحة كل ما قرأتموه وسمعتموه» في ما يخص مصير الصدر، واعداً بلقاء قريب قبل منتصف أيلول (سبتمبر) الجاري بين المختصين «للشروع في تحقيق جدي ومتماد ومستمر، بعيداً من الإعلام لأن السرية هي أولى شروط التحقيق، سواء في لبنان أم في ليبيا». وتحدث بري وسط الجموع التي تقاطرت من كل أنحاء لبنان الى النبطية، التي ضاقت ساحة عاشوراء فيها بالحشود، وكذلك الشوارع المؤدية الى المدينة، بحيث تعذّر وصول كثيرين الى مكان التجمع المركزي. وتحدثت مصادر حركة «أمل» عن وجود مئات الآلاف، في تجمع غير مسبوق بحجمه. وإذ شكك بري في كلامه عن التحقيقات حول مصير الصدر، بما ذكر سابقاً أنه قُتل على يدي الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، بطريقة غير مباشرة، خصص جزءاً من خطابه للتحذير من الفتنة بين المسلمين، فناشد «المسلمين والعرب واللبنانيين»، مؤكداً ا ن الإسلام «يجعل كل فرد حافظاً للنظام وداعياً مسؤولاً». وشدد على ضرورة مواجهة الدعوات الى التكفير، ودعا المراجع في الأزهر الشريف والنجف وقم والمملكة العربية السعودية والمجمع العلمي للتقريب بين المذاهب ورؤساء المؤسسات الإسلامية والمفتين والمؤمنين، الى التنبه الى أن «أعداء الإسلام يحاولون أخذنا بيدنا نحو الفتنة». وقال: «نشهد أمام الله أننا لن نذهب الى أي فتنة... ومن كانت إسرائيل عدواً له فهو عدو كاف». وقال: «باسم هذه الجماهير، إننا شيعيو الهوية وسنّيو الهوى، لبنانيو الحمى والمرعى. أليست (عبارة) لبنان وطن نهائي قالها موسى الصدر؟». وإذ شدد على الوحدة مرات عدة، أعلن «ترحيبنا بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض». وتحدث بري عن قلقه وخوفه «يومياً وكل ساعة من تهديد قائم للأمة عامة ولوحدة سورية، واحتمال انتقال تشظي المسألة السورية نحو الجوار السوري، من لبنان الى العراق والأردن، والجوار الإقليمي، المتمثل بإيران وتركيا». وأشار الى «مؤامرة دولية هدفها تدمير دور سورية الإقليمي وإحلال سايكس بيكو جديد جغرافياً يستدرج عروضاً لتقطيع سورية وعمقها الإسلامي». وقال إن سورية «أكثر اتساعاً من معبر حدودي أو من سلاح عابر للحدود أو مغامرة مسلحة، ولا تستحق ما يصيبها من موت أو دمار كثير وساحة للرماية بأسلحة الموت على جسدها». ووجّه نداء الى «العقل العربي والعقل السوري بوقف نزيف الدم ووقف تسليح الفتنة وسلوك طريق الحوار في سورية». وأعلن بري رفضه «فرض الإصلاحات والتغيير بالقوة»، وكذلك دان «منع الإصلاح بالقوة» ورأى ان لبنان «يمثل تفصيلاً في المشهد، وهو يتأثر حكماً بنتائجه ولا يؤثر في نتيجته». وقال بري إن «أطرافاً عديدة في لبنان قامت قيامتها على سياسة النأي بالنفس الرسمية، وتعمّد كثيرون تجاوزها عبر الحدود وليس في التصريحات فقط، وانما بوسائل متعددة صبت الزيت على نار المسألة السورية، ذهاباً وإياباً، من لبنانيين وسوريين». وتابع: «إذ لا أرى دوراً عربياً كافياً لرسم نهاية سعيدة للمسألة السورية، أرى في ما حصل في مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران ضرورة إبقاء الدعم لحل المسألة السورية بدعم المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي في اتجاه ضمان أي تفاهم أو سقف لطاولة حوار ملزم للسوريين لتقرير مصيرهم، وإلا فإن الحوار بالدم والنار سيستمر ويدمر الاستقرار بأبعد من سورية ودول الجوار». وشدد على الوحدة الوطنية اللبنانية «بصفتها السلاح الأمضى ضد التهديد الإسرائيلي»، وإذ شدد على أن قوة لبنان هي بوحدته ومقاومته وجيشه، قال: «نحن لا نعتبر ان المقاومة والحدود صفتان شيعيتان، بل مسؤولية الدولة».