اكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري «اننا لن نذهب الى أي فتنة وسبق أن نبهنا الى أن فتنة الشرق ستدخل كل بيت»، معتبراً «أن أهداف ما يجري اليوم حفظ أمن اسرائيل وتحويل الصراع الى عربي - فارسي»، ورأى أن الدولة «حوّلت المناطق الحدودية في لبنان الى مناطق رعب وتهريب وخرجت عن مطالب الناس». وقال بري في مهرجان خطابي حاشد أقامته حركة «أمل» في النبطية في الذكرى ال 34 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين: «كان لبنان يمتد على مساحة 452 كلم2، أما الباقي فكان مساحة للحرمان ولإقامة الاحتكارات والامتيازات ووسائل القوة والقمع، وطاولة لتقاسم المغانم ومساحة لمناورة أسلحة العدو، الى ان جاء يوحنا لبنان وأطلق صرخته، وكانت انطلاقة المقاومة». ولفت الى انه «في هذه الساحة، في النبطية، انطلقت المقاومة الشعبية إلى جانب المقاومة العسكرية وبدأت المسيرة». وتطرق الى النظام الليبي السابق، وقال: «لكل ظالم نهاية، وقفنا الى جانب الشعب الليبي البطل في مواجهته نظاماً سرق مقدراته، وانتهى نظام الخطف، الذي خطف إمام المقاومة وإمام التقريب بين المذاهب الإسلامية، وها نحن في الانتظار»، مشيراً الى انه «حتى هذه اللحظة لا يزال صندوق القذافي الاسود يحمل الكثير من الجرائم والفظائع المنظَّمة. إننا على الصعيد الرسمي اللبناني وحركة امل، سنواصل الاتصالات والبحث من اجل تحرير الامام الصدر ورفيقيه وتحرير هذه القضية من الخوف الذي رافق القبضة الحديدية لنظام القذافي. إننا نمحِّص كل شاردة وواردة تتعلق بالقضية، لكنها تبقى محصورة بدوائر النظام الضيقة ممن كان يثق بهم القذافي، وأحدهم رئيس مخابرات النظام المعتقل في موريتانيا، وآخرون من الدوائر الامنية للنظام، وابنه المعتقل سيف الاسلام القذافي». وأضاف: «اتصالاتنا توسعت لتشمل دول الجوار الليبي، حيث اعتُقل أو فرَّ أبناء القذافي وأركانه، وتلقّينا أجوبة إيجابية من سلطات بعض البلدان الصديقة لإمكان استجواب المعتقلين لديها، وغداً (اليوم)، وفي أبعد تقدير الأحد إحدى المحطات المفصلية في الموضوع». ورأى أن «المندرجات القضائية تتطلب قدراً من السرية التي تفيد التحقيق... هناك لجنة مختصة مشكّلة من عائلة الإمام ورفيقيه وممثلين لأمل والدوائر العليا في الخارجية والعدل والأجهزة الامنية تتابع كل تفصيل». وشكر «كلَّ تعاون من أعلى السلطات الليبية، بشخص رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل»، متمنياً على المجلس الوطني الليبي «بشخص رئيسه وجميع كتله البرلمانية، اعتبارَ تحرير الإمام الصدر قضيةً وطنية ليبية، لا سيما بعدما تأكد لهم ولنا أن كل ما سُرِّب من أخبار عن جثامين وكشوفات ونتائج كان زوراً بزور، وأنه لا يزال للنظام البائد أصابع تحاول التضليل». وأعلن ان «علينا قبل منتصف الشهر الجاري لقاء المختصين للشروع في تحقيق جدي ومستمر وسري». وتناول بري زيارة البابا للبنان مرحّباً، ومؤكداً الحفاظ على لبنان «نموذجاً للعيش المشترك ومركزاً دائماً للحوار بين الشرق والغرب وبين الحضارات والديانات وتعزيز أسس الحوار الإسلامي-المسيحي وفكر الاعتدال والدولة والمواطنية». نوازع فتنة وقال: «نعيش حالَ قلق متصاعد ومخاوف عميقة من نوازع الفتنة المذهبية والطائفية التي بدات تفتك بأقطار شقيقة وتهدد وحدتها وتصيب شظاياها أقطاراً عربية، ونحن في لبنان أصابنا ما أصابنا نتيجة الحروب الصغيرة والكبيرة التي عشناها، يحق لنا ان نوجه إخواننا العرب والمسلمين بأن الوحدة هي الرد على الفتنة»، لافتاً الى ان «أحد أهداف ما يجري من حولنا هو حفظ أمن إسرائيل وتبديد قوة الجوار، والسعي لتحويل وجهة الصراع من عربي-اسرائيلي إلى عربي - فارسي، وإلى اسلامي-اسلامي، والهدف ان تتحول اسرائيل الى كيان قومي يهودي». ودعا العرب والمسلمين واللبنانيين الى «رفض العنف ومبدأ فرض الإصلاحات والتغيير بالقوة، والى رفض دعوات التكفير». ودعا «المَراجع في الازهر والنجف وقم والمملكة العربية السعودية والجميع، الى الانتباه الى ان اعداء الاسلام يحاولون اخذنا بيدنا الى الفتنة، ونشهد أمام الجميع أننا لن نذهب الى أي فتنة». سورية لا تستحق الموت وأشار بري إلى أنه لا يُخفي قلقه وخوفه «كلَّ ساعة من تهديد قائم للأمة عامة ولوحدة سورية الشقيقة واحتمال انتقال تشظي المسألة السورية نحو الجوار السوري، الى لبنان والعراق والأردن، والى الجوارالإقليمي، المتمثل بايران وتركيا»، مؤكداً ان «سورية اليوم موضوعة على منظار تصويب مؤامرة دولية تشتبك في اطارها كل ايادي السوريين والعرب والعالم، والهدف تدمير دور سورية الاقليمي وإحلال سايكس بيكو جديد جغرافياً، يستدرج عروضاً لتقطيع سورية وعمقها الاسلامي، وعلى الجميع الوعي ان سورية اكبر من معركة في اي مدينة سورية، وهي اكثر اتساعاً من معبر حدودي ومن سلاح ومال عابر للحدود او مغامرة مسلحة، وهي لا تستحق ما يصيبها من موت ودمار كبيرين، ولا تستحق ان تكون ساحة للرماية بأسلحة الموت، بل تستحق من أبنائها وأمتها وسيلة للعبور الى المستقبل». وزاد: «إننا متأكدون، نتيجةَ كل التجارب، من ان استقرار الشرق الاوسط يبقى مرهوناً بتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية، إذ إن احد فصول التصعيد الاسرائيلي يتمثل بالاستيطان وإجراءات التهويد والقصف الجوي، كما أن إسرائيل لم تلتزم حتى الآن بقرار وقف اطلاق النار مع لبنان، وواصلت عروض القوة على حدودنا، وحروبها على مساحة الشرق الاوسط، عبر عمليات اغتيال 70 في المئة من العلماء في ايران والعراق وسورية، اذ شملت اغتيال اللواء المهندس زغيب، الذي يوصف بالعقل الاساسي وراء البرنامج الصاروخي السوري». وشدد على «الوحدة الوطنية، باعتبارها السلاح الامضى في مواجهة التهديد الاسرائيلي»، مؤكدا ان «قوة لبنان هي مقاومته، كما وحدته وجيشه، ولا نزايد في مسألة المقاومة والدفاع، ونحن لا نعتبر ان المقاومة والحدود صفتان شيعيتان، بل مسؤولية وطنية». واعتبر ان «الدولة هي التي حولت المناطق التي لا تريد الوصول اليها على الحدود الى مناطق رعب، من الحدود الجنوبية الى جرود البقاع، وخصوصاً مع سورية، وصولاً الى عكار ووادي خالد، وحوَّلتها مناطقَ تهريب، والدولة لم تكن تريد الوصول الى أشد المناطق فقراً، وأرادت ان تبقى تحت الاضواء». وقال: «باسم حركة امل وباسم كل الاكثرية وباسم الحكومة... أطالب بإلغاء خطوط التماس الرسمية الحكومية مع المناطق البعيدة في الارياف، والتعويض عليها، لانه اذا استمر الوضع على ما هو عليه ستتحول هذه المناطق الى بيئة حاضنة للمطلوبين». وزاد: «لن نقبل باستمرار معاملة عكار ومنطقة الحدود مع سورية والبقاع كمناطق تماس ومهربين، وهذه المناطق ليست خارجة عن القانون، بل الدولة هي التي خرجت عن مطالب الناس وحقوقهم».