قال الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير سميح المعايطة ل»الحياة» إن عدد السوريين الذين لجأوا إلى الأردن الأسبوع الحالي تجاوز ال 20 ألفاً، وأن عدد من يعبر الشبك الحدودي الفاصل بين البلدين بات يتخطى حاجز ال 2000 لاجئ في حده الأدنى يومياً. وأضاف المعايطة موضحاً «وصلنا للحد الأقصى من قدرتنا للاحتمال.. مواردنا محدودة ونعاني إشكالات اقتصادية تعمق أزمة الموازنة». وجدد المعايطة تحذيره من استمرار نزوح عشرات آلاف السوريين إلى الأردن، مؤكداً أن زيادة الأعداد «تشكل ضغوطاً متزايدة على المملكة في شتى المجالات». وتابع: «الدعم الذي نقدمه للمواطن الأردني في ما يخص قطاعي الكهرباء والماء يستفيد منه اللاجئ السوري حالياً، وهذا أمر مكلف بالنسبة لنا». وفي ذات السياق، لوحت المملكة الأردنية باتخاذ «إجراءات تقييدية» حيال التدفق المستمر للاجئين السوريين إلى أراضيها، في ظل تأكيد الحكومة ارتفاع عدد الوافدين من الجارة الشمالية لأكثر من (200 ألف) وحديث منظمات إغاثية أردنية عن ارتفاع الرقم ل (300 ألف). وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في كلمة له خلال اجتماع أممي بمجلس الأمن الدولي في نيويورك ليلة أول من امس: «إن أعداد السوريين ربما تكون ارتفعت إلى آلافعدة قبل انتهاء مداخلتي». وأضاف: «أن الأردن رغم محدودية موارده لم يفرض أية قيود على عملية دخول اللاجئين أراضيه». واعتبر الوزير أن بلاده تقترب بشكل سريع من الأعداد التي تفوق قدرتها الاستيعابية، لافتاً إلى أن المخيمات المخصصة لاستقبال اللاجئين «تعدت بالفعل هذه الطاقة». وقال أيضاً: «إن كل ذلك يجعلنا من منطلق مسؤوليتنا إزاء شعبنا وأمنه، أن نتخذ إجراءات تقييدية على التدفق البشري النازح من الجارة سورية». إلى ذلك سقطت قذيفة هاون سورية داخل قرية الطرة الحدودية الأردنية أمس، لكنها لم توقع أية خسائر مادية أو بشرية، وفق مصادر أمنية وإغاثية متواجدة على حدود البلدين. وقال سكان محليون ل»الحياة» إنهم تمكنوا من سماع أصوات القصف الذي تتعرض لها مدينة درعا القريبة من الأردن، وشاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد في سماء المناطق الحدودية طيلة يوم أمس. وقال زايد حماد رئيس جمعية (الكتاب والسنة) المعنية بتقديم العون للسوريين ل»الحياة»: «إن القصف المدفعي المتواصل على المناطق الحدودية أوقع عدداً من الجرحى السوريين، الذين كانوا يحاولون عبور الأراضي الأردنية فجر أمس». وتوجهت سيارات الهلال الأحمر الأردني على الفور إلى الشبك الحدودي وأقلت سبعة من الجرحى بين صفوف اللاجئين، بحسب مصادر إغاثية حدودية. وتم نقلهم إلى مستشفيات مدينة الرمثا الشمالية. وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها إطلاق نار على الحدود الأردنية - السورية. وغالباً ما يتم إطلاق نار من الجانب السوري على لاجئين يحاولون اجتياز الشريط الفاصل ليرد الجيش الأردني لتأمينهم.