قال مصطفى ايدوجدو الناطق باسم الوكالة التركية لادارة الطوارئ والكوارث امس إن بلاده ستفتح مخيمات اضافية جديدة لاستيعاب الهاربين من العنف في سورية بحلول الاسبوع المقبل لتصبح قدرة استيعابها الاجمالية 120 الفاً وتعد خططاً للتدفق المستمر. وأضاف انه «بحلول الاسبوع المقبل سيتم افتتاح مخيمات ذات سعة إضافية تبلغ 40 الفاً. وبالتالي ستصبح السعة الاجمالية 120 الف شخص ويجري اعداد خطط لاستيعاب أعداد أكبر». ومع تزايد ضغط اللاجئين السوريين على الحدود التركية، تسعى انقرة الى احتواء تدفقهم على اراضيها في وقت يزداد فيه رفض السكان المحليين لهم وتشتد انتقادات المعارضة حيالهم. وبات الوضع على قدر شديد من الحساسية، باعتراف انقرة نفسها. ووصل الى ما لا يقل عن عشرة آلاف عدد السوريين المحتشدين صباح امس على طول الحدود الممتدة على مسافة 900 كلم بين سورية وتركيا، في ظروف تزداد صعوبة، على امل الهروب من بلد بات ساحة معارك بين المقاتلين المعارضين وقوات نظام الرئيس بشار الاسد. وتتواصل حركة تدفق طالبي اللجوء بشكل متواصل ولا سيما مع استمرار المعارك العنيفة في حلب ثاني كبرى مدن سورية، فيما باتت مخيمات اللاجئين التسعة التي اقامتها انقرة تكتظ بأكثر من ثمانين الف شخص، ومدارس جنوب تركيا لم تعد تتسع. وقال مسؤول تركي لوكالة «فرانس برس» انه «سيتم انجاز البنى في غضون ثلاثة ايام على ابعد تقدير، وسنسمح عندها لهؤلاء الاشخاص بالانتقال تدريجياً الى تركيا». وان كان وزير الخارجية احمد داود اوغلو اكد مجدداً الاثنين ان بلاده لن تغلق ابوابها في وجه اللاجئين السوريين، الا انه حدد بمئة الف سقف اللاجئين القادمين من الجنوب الذين يمكن لبلاده استيعابهم، وهو يضاعف الدعوات الى الاسرة الدولية لتقديم المساعدة. وقال ديبلوماسي تركي ل «فرانس برس»: «طرحنا رقم مئة الف ليكون بمثابة عتبة نفسية، هذا لا يعني اننا سنغلق حدودنا في وجه سوري بعد المئة الف يطلب الدخول». لكن رغم جهود الطمأنة هذه وبمعزل عما يطرحه من مشكلات لوجستية، فان تدفق اللاجئين السوريين بدأ يلقي بثقلة على السكان المحليين الاتراك. وتفيد وسائل الاعلام المحلية منذ بضعة اسابيع عن حوادث تسجل بين اللاجئين السوريين السنة بمعظمهم، والمواطنين الاتراك من اتباع المذهب العلوي المقربين من الاقلية العلوية التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الاسد. وقال نائب تركي ل «فرانس برس» ان بعض السوريين رفضوا دفع حسابهم في احد المطاعم وبادروا بالقول «ارسلوا الفاتورة الى رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، فهو الذي دعانا». وفي كيليس على مقربة من الحدود يبدي صاحب احد المطاعم قلقه ويقول ل «فرانس برس»: «انهم يتسببون لنا بمتاعب، انهم اشبه بقنبلة موقوتة، وهذا خطير». وينتقد عدد من نواب المعارضة علناً دعم حكومة اردوغان للمعارضين السوريين ويتساءلون بشأن الانشطة التي تجري في بعض المخيمات التي تحولت على حد قولهم الى قواعد خلفية حقيقية لمقاتلي الجيش السوري الحر. وجاء رفض السماح في نهاية الاسبوع الماضي لوفد من حزب المعارضة الرئيسي «حزب الشعب الجمهوري» بزيارة مخيم ابايدين (جنوب) الذي يؤوي عشرين جنرالاً وعشرات الجنود السوريين، ليزيد من هذه الشكوك ولو ان الحكومة نفتها بشكل قاطع. وقال النائب عن الحزب فاروق لوغوغلو «سوف ندرج هذه المسألة على جدول اعمال البرلمان»، مؤكداً ان «هذه المخيمات خاضعة للقوانين التركية، ومن المدهش ان يمنع نواب البلد من دخولها». وستكون كل هذه المسائل حاضرة حين يتوجه داود اوغلو غداً الى شركائه في مجلس الامن الدولي في نيويورك ليطلب منهم تخفيف «العبء» عن بلده ويدعو مجدداً الى اقامة «منطقة حماية» داخل الاراضي السورية خاضعة لاشراف الاممالمتحدة لاحتواء المدنيين الفارين من اعمال العنف فيها.