حثّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الإثنين الحكومات الغربية والعربية على "تجاوز ضغائنها" إزاء الرئيس السوري بشار الأسد، والعمل معه من أجل "التصدي لمقاتلي الدولة الإسلامية". وقال لافروف إن "الولاياتالمتحدة ارتكبت مع "الدولة الإسلامية" الخطأ نفسه الذي ارتكبته مع "القاعدة" التي ظهرت في الثمانينات حين كان مقاتلون إسلاميون تدعمهم الولاياتالمتحدة يقاتلون لإنهاء الاحتلال السوفياتي لأفغانستان". وأضاف: "أعتقد أن ساسة الغرب يدركون بالفعل خطر الإرهاب المتنامي سريع الانتشار"، مشيراً إلى تقدم الدولة الإسلامية في سورية والعراق". ومضى قائلاً: "سيتعين عليهم قريباً أن يختاروا أيهما أهم: تغيير النظام (السوري) لإرضاء ضغائن شخصية مجازفين بتدهور الوضع وخروجه عن أي سيطرة أو إيجاد سبل عملية لتوحيد الجهود في مواجهة الخطر المشترك". وقال لافروف: "في البداية رحب الأميركيون وبعض الأوروبيين (في الدولة الإسلامية) على أساس أنها تقاتل بشار الأسد. رحبوا بها كما رحبوا بالمجاهدين الذين أنشأوا لاحقا القاعدة ثم ارتدت ضرباتها إليهم في 11 أيلول (سبتمبر) 2001". وتابع: "الشيء نفسه يحدث الآن"، مضيفاً أن "الولاياتالمتحدة لم تبدأ في قتال الجماعة إلا بعدما بدأ المتشددون يجتاحون العراق ويقتربون من بغداد". ونفذت الولاياتالمتحدة أكثر من 90 ضربة جوية على الدولة الإسلامية في العراق وتبحث واشنطن قتال المتشددين في سورية. وقالت دمشق اليوم الإثنين إنه لابد من إشراكها في تنسيق أي ضربات جوية على أراضيها. وأيد لافروف هذا الموقف، قائلاً إنه إذا كانت هناك خطط "لقتال الدولة الإسلامية على أراضي سورية ودول أخرى فلابد وأن يكون ذلك بالتنسيق مع السلطات الشرعية هناك". وبعد الإدانات التي وجهتها واشنطن وغيرها الى روسيا لحمايتها الأسد، أوضح لافروف أن بلاده تشعر الآن بأن ساحتها برئت. وقال "في وقت ما صوبت إلينا الاتهامات بدعم بشار الأسد ومنع الإطاحة به أما الآن فما من أحد يتحدث عن هذا". وقال إن الأميركيين والأوروبيين بدأوا الآن يعترفون "بالحقيقة التي كانوا يقرون بها في أحاديثهم الخاصة وهي أن الخطر الأساسي على المنطقة وعلى مصالح الغرب لا يتمثل في نظام بشار الأسد وإنما في احتمال استيلاء الإرهابيين في سورية ودول أخرى في المنطقة على السلطة".