قالت الناطقة باسم «القائمة الكردستانية» سوزان خالة شهاب إن اجتماع المكتبين السياسيين ل «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، و «الاتحاد الوطني الكردستاني» جدد تأكيده التمسك بالاتفاق الاستراتيجي الموقع بين الحزبين، وان برهم صالح القيادي في «الاتحاد الوطني» هو مرشح القائمة لرئاسة حكومة الاقليم، فيما فتح اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني امس الباب لجولة محادثات متوقعة بين الجانبين خلال ايام. وأوضحت شهاب ل«الحياة» أن «المكتبين السياسيين للحزب الديموقراطي والاتحاد الوطني جددا تأكيدهما خلال اجتماعهما الاربعاء الماضي على التمسك بالاتفاق الاستراتيجي الموقع بينهما». وأضافت: «من المفروض أن يفهم من يتحدث عن امكان تغيير الاتفاق بين الحزبين أن نجاح القائمة الكردستانية وتحقيقها نسبة 57,45 في المئة هو فوز للحزبين الرئيسيين معاً». وتابعت: «عندما كان الاقتتال الداخلي مشتعلاً بين الحزبين كانت بعض الاطراف تدعو الى انهاء الحرب واللجوء الى الهدوء لتحقيق السلام، وعندما تحالف الحزبان مع بعضهما عادت هذه الاطراف لتسعى الى زعزعة الاتفاق والتعاون المشترك». وكانت تحليلات سياسية أكدت تراجع شعبية «الاتحاد الوطني» في الشارع الكردي بعدما تمكنت قائمة «التغيير» برئاسة نوشيروان مصطفى، المنشق عن «الاتحاد الوطني»، من تحقيق أكثر من 23 في المئة من الاصوات. وتوقعت تلك التحليلات أن يؤثر هذا التراجع في تفاصيل الاتفاق الاستراتيجي المبرم مع «الديموقراطي» ما قد يؤدي الى تغيير بعض بنوده لصالح الاخير. تجدر الاشارة الى أن انتخابات برلمان اقليم كردستان التي أُجرت السبت الماضي اعتمدت نظام القائمة المغلقة والدائرة الانتخابية الواحدة، وان توزيع المرشحين في القائمة تم بالتساوي، ما يعني ان نسبة الحزبين في البرلمان ستكون متساوية. لكن مراقبين يؤكدون بالمقابل ان تراجع «الاتحاد الوطني» الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني في السليمانية له تأثير معنوي على وزن «الاتحاد» على رغم احتفاظه بنحو 30 مقعداً برلمانياً. ورداً على سؤال عن مصير ترشيح نائب الامين العام ل «الاتحاد الوطني» برهم صالح لرئاسة الحكومة الكردية المقبلة، أوضحت شهاب أن «الاتفاق الاستراتيجي المبرم بين الحزبين باق كما هو. عادة في كل دول العالم يكون المرشح الاول في القائمة الفائزة هو مرشح تلك القائمة لتشكيل الحكومة، وهذا النظام لم يتم اتباعه في الاقليم من قبل، وهي المرة الاولى التي يطبق فيها». ويأتي تسلسل صالح اول في ترتيب مرشحي «القائمة الكردستانية». الى ذلك، كشف مصدر رفيع في «الاتحاد الوطني» ل «الحياة»، لم يشأ الكشف عن هويته، أن «صالح سيؤدي القسم كرئيس للوزراء في اقليم كردستان بعد انهاء التفاهمات البرلمانية لتشكيل الحكومة لأنه هو الشخص المكلف بذلك، وقد جرى التأكيد على ذلك خلال الاجتماع الاخير (الأربعاء) للحزبين الرئيسيين». وكان جدال واضح قد سرى بخصوص ترشيح صالح لرئاسة حكومة الاقليم، خصوصاً مع عدم صدور تأكيد رسمي وواضح من قبل «الحزب الديموقراطي» بهذا الموضوع. وفي سياق متصل، نقل رئيس ديوان رئاسة الاقليم فؤاد حسين أن بارزاني تلقى اتصالاً هاتفياً من المالكي هنأه لمناسبة اعادة انتخابه لدورة جديدة في رئاسة اقليم كردستان وبالنجاح الذي احرزته العملية الانتخابية في الاقليم. وأعرب المالكي عن تطلعه الى العمل المشترك بين جميع الاطراف لتعزيز المسيرة الديموقراطية في العراق، فيما أوضح رئيس اقليم كردستان أن نجاح العملية الانتخابية في الاقليم يصب في صالح ترسيخ العملية الديموقراطية والسياسية في جميع انحاء البلاد. وكان بارزاني أعلن أول من أمس ان المالكي سيزور الاقليم خلال ايام لمعالجة المشاكل المعلقة بين بغداد واربيل خصوصاً قضية كركوك والمناطق المتنازع عليها وعقود النفط وغيرها. وكانت مصادر سياسية قالت امس ان وفداً حكومياً توجه الى الموصل صباح امس للتوسط من جديد في الخلاف الناشب بين قائمتي «الحدباء» و «نينوى المتآخية» الكردية حول توزيع المناصب في الحكومة المحلية.