في حادث أعاد إلى الأذهان أسوأ أيام حكم حركة «طالبان» قبل غزو قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة البلاد نهاية عام 2001، قطع مسلحون يعتقد بانتمائهم إلى الحركة رؤوس 15 رجلاً وامرأتين، يعتقد بأنهما راقصتان، أحيوا حفلة مختلطة في منطقة قلعة موسى بولاية هلمند جنوبأفغانستان، احد معاقل الحركة. تزامن ذلك مع استهداف متمردين مركزاً للقوات الأفغانية في هلمند أيضاً اسفر عن سقوط عشرة جنود، وقتل جندي أفغاني زميلين أميركيين في لغمان (شرق). وفيما بدا قطع رؤوس ضحايا «الحفلة الماجنة» عقوبة معهودة للحركة المتشددة التي قتلت للسبب ذاته 20 شخصاً داخل فندق قرب كابول في حزيران (يونيو) الماضي، كشف حجي موسى خان، احد زعماء قبائل هلمند، أن منطقة قلعة موسى شهدت خلال الشهور الأخيرة ازدياداً لأعمال قتل مماثلة، رداً على عمليات عسكرية واسعة تنفذها فيها القوات الحكومية وقوات الحلف الأطلسي (ناتو). وأشار إلى أن معظم الأشخاص الذين قطعت رؤوسهم، وبينهم ثلاثة خلال شهر رمضان المبارك، ونجل احد زعماء القبائل الأسبوع الماضي، اتهموا بالتجسس لمصلحة القوات الحكومية والأجنبية. وشهدت منطقة وشير في الولاية ذاتها مقتل عشرة جنود أفغان بهجوم استهدف مركزهم بمساندة «زملاء مارقين»، بينما تكرر في ولاية لغمان حادث إطلاق جندي أفغاني «مارق» النار على زملائه الأميركيين، ما مثلّ انتكاسة جديدة للحلف الذي عزز إجراءات الأمن أخيراً في مواجهة هذه الهجمات. وبين تلك الإجراءات تزويد الجنود أسلحة محملة بذخيرة طوال الوقت داخل قواعدهم. وتعهد مسؤولون أفغان بعد لقائهم رئيس الأركان الأميركي مارتن ديمبسي في كابول الأسبوع الماضي، التدقيق مجدداً في ملفات 350 ألف عنصر في الجيش والشرطة، للمساعدة في كبح الهجمات على الحلف. وكذلك تجنيد ضباط استخبارات إضافيين ونشرهم في صفوف القوات الأفغانية لتعزيز المراقبة، وتكثيف التحريات عن العسكريين وأقاربهم المقيمين في دول مجاورة، في إشارة ضمنية إلى باكستان، تمهيداً لكشف صلتهم المحتملة بمتمردين عبر الحدود. لكن الناطق باسم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي اتهم «جواسيس أجانب» بالتحريض على الهجمات «المارقة»، معتبراً أن «عددها ضئيل نسبياً في ظل انتشار 120 ألف جندي أجنبي، وعملهم مع 350 ألف عنصر أمن أفغاني».