منذ زمن قريب، أصبح تصنيف المنتخبات العالمية بحسب نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بالاشتراك مع شركة كوكاكولا أو «FIFA/Coca-Cola World Ranking»، من الضروريات التي تضعها الاتحادات الأهلية في أولويات الخطط والاستراتيجيات، فقد أصبحت هذه الأرقام تحدد مصير المنتخبات العالمية في أية بطولة كرة قدم، وبالتالي لا تستغرب خسارة جهدك المبذول خلال أعوام قليلة بسبب وجودك في تصنيف يحرمك من تحقيق بطولة أو التأهل لكأس العالم! هذه الحقيقة تشير إلى أن نتائج المنتخبات في «تصنيف فيفا» خلال الأعوام الأربعة المنصرمة لا يمكن الاستهانة بها وتجاهلها. قد يكون اهتمامنا كعرب بهذا التصنيف قد بدأ مؤخراً، كنا نهتم به من الناحية الإعلامية فقط، الآن يتضح جلياً الاهتمام بيوم مباريات «فيفا» ووضعها في أجندة الموسم الكروي قبل وضع جدول المسابقات المحلية، وطبعاً بالاعتماد على أجندة الاتحادات القارية. كنا سابقاً لا نستغل هذه الأيام المخصصة لمباريات المنتخبات، مفضلين التركيز على المسابقات المحلية لإنهاء الموسم، ولا ننجبر عليها، إلا إذا كانت مباريات رسمية! بأية حال من الاحوال، هذا الاهتمام وان كان متأخراً سيغير من الخطط والبرامج الموضوعة على طاولة الاتحادات، وأتوقع أن هذا التغيير سيكون إيجابياً، بخاصة إذا أخذ «تصنيف فيفا» بمحمل جد في نقطتين مهمتين. الاولى والأهم، يجب معرفة ماهيات هذا التصنيف، وكيفية تصنيف المنتخبات بحسب نوعية المباريات، وعددها، وأهميتها، وبالمناسبة معظم الاتحادات الأهلية لديها مختصين في «تصنيف فيفا»، ومهامهم تقديم تقرير عما يحدث أو سيحدث في الشهور المقبلة، وعلى ضوء ذلك يتم تحديد المباريات والمنافسين، حتى لو اضطر الاتحاد لدفع مبالغ، كما حدث أخيراً عندما دفعت بورتوريكو (تصنيفها 138 عالمياً) مليوني يورو لاسبانيا لمواجهتها في مباراة دولية ودية الأسبوع الماضي. هذه ليست مهام وسائل الإعلام أو محبي الأرشفة، هذه مهام اخصائي إحصاءات يقدمها بالطريقة المهنية الصحيحة، لأنه سيبنى عليها استراتيجية الاتحادات بشأن المنتخب ومشاركاته. النقطة الثانية، اختيار المنافسين بعناية يسهم في رفع معدل النقاط وتحسين الترتيب.. هذا يعني أن مواجهة الهند وليختنشتاين ومقدونيا واذربيجان ولوكسمبورغ وايسلندا وكينيا ورواندا وغامبيا، وغيرها من المنتخبات، التي اعتدنا أن نشاهدها تعسكر في بلداننا وتحديداً في الخليج العربي، هذه المنتخبات لن تفيدنا في التصنيف، أو معدله حتى اذا فزنا بنتيجة خيالية! هكذا ينص التصنيف، ويجب أن نضعه في الاعتبار. يجب أن ندرك تماماً بأن «تصنيف فيفا» للمنتخبات أصبح الآن كل شيء، قد لا يشغل بال الكثيرين، فالأهم هو كم ترتيبنا اليوم، وكم كنا سابقاً؟.. هذه مصيبة! [email protected]