نيويورك - رويترز - ساعد اتصال هاتفي ببورصة نيويورك من مستثمر قال إنه تعرض للخداع في إشعال شرارة سلسلة من الأحداث في مطلع الأسبوع الماضي دفعت السلطات الأميركية إلى توجيه اتهامات بالاحتيال ضد ممول كويتي عثر عليه في وقت لاحق ميتا في منزله. وفي ساعة مبكرة من يوم 20 يوليو تموز اتصل مستثمر ليبلغ الجهات التنظيمية في البورصة بأنه اشترى أسهما في هارمان انترناشونال اندستريز بناء على تقارير إخبارية أفادت بأنها هدف لعملية استحواذ وهي تقارير نشرت على بعض المواقع الصغيرة على شبكة الانترنت بدأ المتصل يشكك فيها. وقالت هيئة تنظيم بورصة نيويورك وهي الجهة الإشرافية التي قدمت تلك الرواية إن المعلومة عززت شبهات بشأن أنشطة تداول كانت وسائل المراقبة الداخلية تلتقطها فيما يتعلق بأسهم هارمان التي قفزت بما لا يقل عن 33 في المئة قبل فتح الأسواق صباح ذلك اليوم الذي وافق الاثنين. قامت شرطة بورصة نيويورك بعمل مسح للأخبار بشأن الشركة المدرجة واتصلت بها إذ كان مصدر التقرير الخاص بعملية الاستحواذ غير واضح على الفور. ولم يكن لدى الشركة علم بذلك التقرير وأصدرت قبيل فتح الأسواق الأمريكية بيانا علنيا قالت فيه ذلك. ومع استيعاب الأسواق المالية للبيان وبدء وسائل الإعلام واسعة الانتشار في جمع المعلومات بشأن الفاكسات غير العادية التي تلقتها بعض وسائل الإعلام في مطلع الأسبوع اتصلت هيئة تنظيم بورصة نيويورك بلجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية طلبا للمساعدة لتحديد مصدر الأخبار التي حركت السوق. وفي مقابلة قالت الهيئة إنها قامت عندئذ بفحص سجل التعاملات الأخيرة على أسهم هارمان وحددت سريعا قائمة مصغرة بشركات السمسرة التي نفذت عمليات شراء كبيرة ثم باعت الأسهم محققة أرباحا كبيرة يوم الإثنين. وقال جون ماليتزيس نائب الرئيس التنفيذي لمراقبة السوق بالهيئة الاشرافية ذات السلطات الواسعة " كانت تلك عملية تلاعب بارعة وقديمة باستخدام الشائعات." وأوضح قائلا "يقوم شخص ما بإطلاق شائعة لا أساس لها .. وذلك من أجل الاستفادة من التأثير الذي ستحدثه الشائعة على سعر السهم." وصرّح بأن العاملين "قاموا ببعض العمل السريع بحثا عن فساد بالتعاون مع موظفي تنفيذ القانون باللجنة للتعامل مع الاحتيال المحتمل هنا." وبعد ثلاثة أيام رفعت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية دعوى قضائية ضد حازم خالد البريكان المقيم بالكويت تتهمه بجمع أرباح مريبة تتجاوز خمسة ملايين دولار من وراء ترويج تقارير مخادعة خاصة بالاستحواذ على هارمان وكذلك تكسترون التي ثارت حولها شائعة بشأن عروض زائفة في ابريل نيسان. وبعد ثلاثة أيام عثر على البريكان (37 سنة) ميتا في حادث انتحار على ما يبدو. وقال ماليتزيس إن الشائعات قضية تلقى استجابة قوية من كل من لجنة الأوراق المالية والبورصات وهيئات مثل هيئة تنظيم بورصة نيويورك. والذي أدى إلى تضخيم حجم تلك القضية بالذات هو اكتشاف أن المستثمر المعني خارج الولاياتالمتحدة. وقال ماليتزيس "حيثما نرى حسابا أجنبيا .. يمثل هذا أولوية قصوى بالنسبة لنا وللجنة الأوراق المالية والبورصات." وأضاف أن اللجنة تنظر "بحساسية شديدة" إلى أي عملية احتيال أجنبية محتملة. وقال "المخاطرة في هذا أننا إذا لم نتحرك سريعا فلن يمكننا تجميد الأصول." والوقت المتاح أمام اللجنة هو "منذ وقت حدوث التداول .. وبوجه عام .. حتى التسوية. بمجرد تسوية المعاملة تنقل السيولة إلى الحساب .. و(بلمسة واحدة) يذهب إلى خارج الولاياتالمتحدة." وبعد 24 ساعة من استقبال المكالمة الهاتفية حددت الجهات التنظيمية وهي لجنة الأوراق المالية والبورصات وهيئة تنظيم بورصة نيويورك وبورصة خيارات مجلس شيكاجو - التي تشرف حاليا على أسواق الخيارات الأمريكية - البريكان على أنه مالك حسابات السمسرة والتي اشترى عن طريق بعضها عقود خيارات أسهم. وقال ماليتزيس إن الجهات التنظيمية عملت بالتعاون مع شركات السمسرة على تحديد هوية المستثمر. وحصلت لجنة الأوراق المالية والبورصات في وقت لاحق على أمر قضائي بتجميد الأصول في حسابات البريكان في الولاياتالمتحدة وثلاثة كيانات أجنبية ذات صلة. وفي دعواها القضائية حددت اللجنة شركات السمسرة المرتبطة بالبريكان على أنها وحدة بيرشينج التابعة لبنك أوف نيويورك ميلون كورب وسيتي جروب جلوبل ماركتس التابعة لمجموعة سيتي جروب وشركة جي.بي مورجان تشيس آند كو وبنك ستيت ستريت التابع لمؤسسة ستيت ستريت. ولا يزال من غير الواضح الدور الذي لعبته شركات الوساطة - التي عليها التزام عام بمراقبة عمليات التلاعب - في كشف التعاملات المريبة. وقال متحدث باسم بيرشينج هذا الاسبوع إن البنك "يستجيب لطلبات الجهات التنظيمية". وقالت الكسندرا راداكوفيتش نائبة الرئيس لمراقبة السوق التي قاد فريق تابع لها تحقيقات هيئة تنظيم بورصة نيويورك بخصوص هارمان في مقابلة "لم تكن لدينا الوفرة في الوقت التي تمكننا في السياق الطبيعي للعمل من إرسال خطابات (لشركات السمسرة) لطلب معلومات بشكل آلي." "كان بالأساس عملا مألوفا جدا يتم عبر الهاتف .. عملا استقصائيا."