في منتصف ليلة الأربعاء الماضية، كانت الطفلة ذات ال 12 ربيعاً رغد القاسم تلهو برفقة أشقائها وبعض الأطفال بلعبة «العنكبوت» داخل مجمع ترفيهي شمالي جدة، وفي خضم لحظات الفرح والسرور توقف كل شيء، فتحول العالم من حولها إلى مجموعة من الآلام التي لا تستطيع نسيانها ما جعلها أسيرة السرير الأبيض حتى ساعة إعداد هذا التقرير. (الجمعة 24/8/2012). وتصف رغد الحادثة بلغة طفولية بريئة خلال حديثها إلى «الحياة» بأنها زرعت في داخلها الخوف والرعب، إذ تتذكر سقوطها في داخل اللعبة، واصطدامها -أي اللعبة- برأسها ثلاث مرات. وتقول رغد «حاولت الوقوف مرات عدة، وكانت تنتهي كل محاولة وقوف باصطدام اللعبة الترفيهية في رأسها، كون أداة الترفيه كانت حركتها أفقية طلوعاً ونزولاً». ورغم الألم الذي لا تزال تعاني منه الطفلة رغد، بيد أنها تتمنى أن يتم علاجها بأسرع وقت ممكن حتى تستطيع الذهاب إلى المدرسة في اليوم الأول، للالتقاء بصديقاتها وزميلاتها ومعلماتها. من جهته، يوضح والد الطفلة هشام القاسم ل «الحياة» أنه بعد حدوث الحادثة أسعف الهلال الأحمر عن طريق الإسعاف الجوي المصابات، ونقلهن إلى مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة، مضيفاً «ولم يكن الوضع في طوارئ المستشفى مشجعاً لإنقاذ ابنته، ولم يكن الاهتمام والرعاية مرضية واضطررت إلى نقلها إلى مستشفى خاص بعد أن أنقذه التأمين من تحمل تبعات العلاج والإسعاف». ويؤكد القاسم أن الدفاع المدني كتب تقريراً وأمضوا عليه أولياء أمور الفتيات المصابات، وأن مجمع الترفيه تم إغلاقه، وأن الدفاع المدني أكد أحقيتهم في رفع شكوى، مبيناً أن الخلل لم يكن من جهة الأطفال بل من عامل جهاز تشغيل اللعبة الذي لم يكن حول الجهاز، وعبثت به مجموعة من الصبية وأدى إلى تشغيل اللعبة قبل نزول الأطفال ما أدى إلى وقوع الحادثة. ويفيد بأن ابنته تعرضت إلى إصابات في الرأس أدت إلى إجراء عمليات خياطة عدة في أماكن مختلفة في الرأس، وكانت تعاني من وجود إصابة في الجبين أدت إلى جرح ولم يتمكن الأطباء من خياطته ما استدعى إلى إجراء عملية تجميل في الجبين «وكانت عملية مختلفة تماماً عن الغرز». وأضاف «تم وضع أسياخ تركيب بسبب خلع بالكتف وكسور عدة، وأن الدكتور المشرف على حال رغد أكد بوجود شرخ في الحوض مما سيبقيها 75 يوماً كأقل تقدير في السرير». وأشار إلى أنه لم يرده أي اتصال من إدارة مجمع الألعاب الترفيهية ولا حتى سؤال عن حال ابنته، وأنه عازم على رفع قضية تجاه المتسبب في ما حدث لابنته ومحاسبة كل مقصر ومهمل، ولكنه منتظر تقرير الدفاع المدني الذي وعده الضابط المشرف على الحال بتنبيههم فور الانتهاء من إعداده. بدوره، أكد شاهد عيان يدعى عادل عبدالله ل «الحياة»، كان موجوداً لحظة الحادثة، أن الخلل نتج جراء عبث بعض المراهقين بأجهزة التحكم في اللعبة الترفيهية، وأن الطفلة رغد سقطت في أسفل اللعبة، ونجت بأعجوبة.