شغل ملف الإرهاب وتداعيات ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين من قبل مسلحي تنظيم «داعش» وجبهة النصرة» في جرود عرسال، الجانب الأكبر من تصريحات أطلقت في عطلة الأسبوع، من تيارات واتجاهات سياسية مختلفة، وفيما دافع بعضهم عن تصرف قائد الجيش العماد جان قهوجي في عرسال، شدد بعض آخر على مواصلة «حزب الله» إجهاض «أحلام التكفيريين». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية جمال الجراح أن ما حصل في عرسال «استهداف للجيش اللبناني ولقائده تحديداً، إلا أن الأخير تصرف بمسؤولية وحكمة وكان همه الأول انسحاب المسلحين من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية، والثاني إنقاذ المدنيين». وإذ أيد التكتم في ما يتعلق بالمفاوضات لإطلاق العسكريين، دعا إلى «محاكمة كل شخص لم يقف مع الجيش في معركته»، قائلاً: «هناك من يريد توريط قائد الجيش بدم أهل عرسال لإعلانه مجرماً». واعتبر الجراح في حديث إلى إذاعة «الشرق»: «أن الفكر الداعشي الإلغائي انتقل إلى عقول بعض السياسيين، فهم يريدون إلغاء أي شخص لديه إمكانية أن يقود البلد إلى بر الأمان». وشدد على أن «نهج تيار المستقبل نهج اعتدال، وعلى التيار الوطني الحر أن يقرر إذا كان مع أو ضد الإرهاب»، مشيراً إلى أن المبادرة التي أعلن عنها رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون هدفها تمديد الفراغ. واعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد أن «المقاومة تدافع عن الوطن لا عن منطقة أو طائفة أو مذهب، ولولا ما أقدمنا عليه من مواجهة التحدي التكفيري على الحدود الشرقية من لبنان لكان وضع اللبنانيين صعباً جداً ولكانت الحروب في كل منطقة من لبنان بين اللبنانيين وبين التكفيريين». وأكد: «نحن لا نريد سلطة في لبنان ونرتضي بالشراكة التي تحفظ خيارنا فقط». وقال: «إذا كنتم تراهنون على الغرب فالغرب بدأ يفتح صفحة جديدة لأن مصالحه المباشرة بدأت بالتعرض للخطر، نحن وإياكم نستطيع أن نبني دولة قوية، فإذا لم ينتخب رئيس للجمهورية لماذا نعطل المؤسسات الأخرى؟». وفي موقف آخر، قال رعد: «جاءنا التكفيريون من البوابة الخلفية ويحملون ثقافة عنصرية ألا وهي نموذج لثقافة الإرهاب وصناعة الموت من أجل أن يلاقوا العدو الإسرائيلي إذا حالفهم الحظ»، لافتاً إلى أن «المقاومة التي قهرت العدو الصهيوني عبر بوابة الجنوب ستجهض أحلام هؤلاء التكفيريين وأقفلت البوابة الشرقية دونهم من أجل أن تحفظ أمن اللبنانيين واستقرارهم، وتحفظ سيادة لبنان ووحدته وتنوعه ونموذج العيش المشترك فيه». وقال: «هناك من يتصاغر إلى حد الحقارة، فيقرأ في ما يدور في خلده وليس في ما يدور في الواقع، ليسوق الأضاليل أمام اللبنانيين»، قائلاً: «نحن الذين يدين لنا الوطن واللبنانيون لأننا حمينا استقلالهم وسيادتهم وحفظنا أمنهم وقهرنا عدوهم، ولم نسمح للغزو أن يحيك النسيج الذي يصنع النظام السياسي لهم، وبعد كل الانتصارات التي حققناها كنا وما زلنا نراهن على الوعي حتى لو جاء متأخراً من كل مكونات شعبنا اللبناني ليعرف قيمة المقاومة وأهميتها». ورأى عضو الكتلة حسن فضل الله في مناسبة ل «حزب الله» ان «مسؤولية الدفاع عن لبنان في مواجهة الأخطار المحدقة سواء على الحدود الجنوبية أم الشمالية من مسؤولية الدولة وقواها الأمنية، ولكن حين تغيب هذه الدولة هناك من سيملأ الفراغ، والمقاومة عندما تتحمل مسؤولياتها في هذا المجال تدافع عن الدولة والوطن والمجتمع المتنوع وعن ميزة لبنان وفرادته». وكان رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة التقى وفداً من قيادة «الجماعة الإسلامية» في الجنوب، وقال المسؤول السياسي في الوفد بسام حمود إن «الإرهاب والتكفير لا دين لهما ومرفوضان من أي جهة أتيا، ونسأل وبكل شفافية: هل ما حصل في العراق في ديالى من جريمة سقط ضحيتها أكثر من 100 شهيد من المصلين قام بها مجرم تكفيري إرهابي متطرف أم لا؟ حتى الآن لم نسمع أي إدانة ولو خجولة من دعاة الوحدة ورافضي التطرف والإرهاب، فيكفينا هذا الأسلوب من التمييز ما بين الإجرام وبين قتيل وآخر». وطالب ب«انسحاب حزب الله من التدخل في الشأن السوري الداخلي والعودة إلى مبدأ النأي بالنفس وإغلاق الحدود ذهاباً وإياباً إلا للحالات الإنسانية». ونبه نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق إلى «أن الخطر لا يزال قائماً، والتكفيريون لا يزالون بالآلاف يستعدون لمزيد من الغزوات، المطلوب أولاً أن يتوافر الغطاء السياسي الكامل للجيش اللبناني، لأن الجيش عنده ما يكفي من المعنويات والشجاعة ليواجه التكفيريين، ولكن ليس عنده ما يكفي من الغطاء السياسي، هنا المشكلة؟». ونبه إلى أنه «إذا كان بعضهم في لبنان يراهن على سياسة الترهيب لحزب الله من أجل أن يغيِّر موقفه الرئاسي أو أن يغيِّر موقفه من سورية فهم واهمون ويراهنون على سراب».