اعتبر محمد حسن أبو ترابي، نائب رئيس مجلس الشوري (البرلمان) الإيراني، أن قمة حركة عدم الانحياز التي تستضيفها طهران الأسبوع المقبل، تشكّل «فرصة لتكريس أهداف الإمام الخميني» ومرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، في العالم. وشدد على أن إيران «تُعتبر الآن أحد أبرز الأنظمة السياسية قوة في المعادلات العالمية، وحضورها السياسي يشكّل عائقاً يحول دون سيطرة الدول الانتهازية على مصادر دول المنطقة». أما رجل الدين كاظم صديقي فرأى في تنظيم القمة «منعطفاً ورداً عملياً على الاستكبار الذي صدئت أسلحته ضد إيران وباتت مؤامراته عديمة الجدوى». وقال خلال خطبة صلاة الجمعة: «تنظيم المؤتمر في طهران يثبت أن إيران ليست معزولة، وأن جبهة الاستكبار ستنهار قريباً». اسرائيل في غضون ذلك، لمّح موشيه يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى معارضته هجوماً على إيران، بقوله: «التحدي الإيراني ليس لدولة إسرائيل فقط، لأن النظام الإيراني يتحدى الحضارة الغربية والنظام العالمي». وأضاف: «أحسد الذين يعرفون مسبقاً هل يؤيدون هجوماً أو يعارضونه، إذ ثمة عوامل كثيرة تتغيّر بين أسبوع وآخر وبين يوم وآخر، سواء في تقدّم البرنامج النووي والعقوبات التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة اقتصادية للنظام، ولذلك لا يمكنني القول مسبقاً هل أؤيد أو أعارض» ضربة لإيران. وزاد: «خضت حروباً، والحرب بالنسبة إليّ هي خيار أخير. وأنصح بوقف الثرثرة حول الخيار الإسرائيلي». أما الرئيس السابق للأركان الجنرال غابي أشكنازي فأعلن معارضته هجوماً على طهران، إذ قال: «ثمة شعور بأن أحداً سيُنزل حقيبة عن الرف صباح غد، وسنكون مع قنبلة نووية إيرانية، ولكننا لسنا في هذه المرحلة الآن». ودعا إلى «حرب سرية» ضد إيران في المرحلة الأولى، ثم فرض «عقوبات سياسية واقتصادية، والاستراتيجية الثالثة هي الحفاظ على خيار عسكري ذي صدقية». اجهزة الطرد ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر ديبلوماسية أن إيران ركّبت مئات من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة فردو المحصنة قرب مدينة قم. وأشارت إلى أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية أظهرت أن إيران غطّت مبنىً في مجمّع بارشين العسكري حيث تشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ اختبارات سرية فيه لصنصع سلاح نووي. ونقلت عن ديبلوماسيين غربيين إنهم يعتقدون بأن إيران «تنظّف» المجمع، لإزالة أي أدلة على أي نشاط نووي محتمل. ورجحّت أن يتيح تغطية المبنى الذي يُعتقد بأنه يحوي حاوية من الصلب تُنفذ فيها تجارب تفجير ذري، «تنظيف» المجمّع وإجراء عمليات أخرى، مع تجنّب رصدها عبر الأقمار الاصطناعية. وقال ديبلوماسي غربي: «مع الأخذ في الاعتبار مدى التنظيف، ليس محتملاً أن تجد الوكالة الذرية، وإن سُمح لها بدخول المجمع، شيئاً في بارشين». وكانت وكالة «أسوشييتد برس» أفادت بأن الوكالة شكّلت فريقاً خاصاً حول إيران، كُلِّف العمل لمراقبة تكنولوجيا الأسلحة النووية وتحليل المعلومات الاستخباراتية والإشعاعات. لكن المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية قال إنه «لم يسمع بأمر مشابه»، فيما قلّلت إسرائيل من أهميته.