أعلن الادعاء الليبي ان محاكمة سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ستبدأ في ايلول (سبتمبر) المقبل في مدينة الزنتان حيث هو معتقل منذ توقيفه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فيما فقد عقيد سابق في الجيش الليبي في السادس من الشهر الجاري من مستشفى فرنسي حيث كان يعالج. وقال المتحدث باسم المدعي العام الليبي طه ناصر بعرة ان «لجنة من مكتب المدعي العام انجزت تحقيقها في الجرائم التي ارتكبها سيف الاسلام منذ بدء الثورة في 15 شباط (فبراير) (2011) الى حين توقيفه، وحضرت التهم التي سيوجهها اليه المدعي العام قبل تحديد موعد للمحاكمة التي ستبدأ في ايلول». وأوضح بعرة ان سيف الاسلام سيحاكم في مدينة الزنتان، على بعد 170 كلم جنوب غرب طرابلس، حيث توجد محكمة يمكن ان تكون مجهزة لمثل هذه المحاكمة التي ستكون مفتوحة امام الصحافيين. وأكد بعرة نائب المدعي العام ان «الزنتان مدينة في ليبيا والقانون يسمح لنا بمحاكمة سيف الاسلام في غالبية المدن الليبية لأن جرائمه شملت كل البلاد». ونفى معلومات صحافية اشارت الى مفاوضات بين مكتب المدعي وكتيبة الزنتان التي اوقفت سيف الاسلام وقد تكون طالبت بمحاكمته في الزنتان. وأضاف ان «المدن البعيدة عن العاصمة تحظى بحماية اكبر». وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق سيف الاسلام القذافي (40 سنة) بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية خلال الانتفاضة التي تسببت بسقوط نظام معمر القذافي ثم مقتله في 2011. وقدمت السلطات الليبية في 1 ايار (مايو) طلباً تحتج فيه على اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة سيف الاسلام. وأضاف بعرة «خلال التحقيقات، لم يحصل اي تدخل من المحكمة الجنائية الدولية» موضحاً ان مكتب المدعي يملك «ادلة قوية تحت شكل (تسجيلات) صوتية وصور ووثائق وإفادات». وتابع «نعتقد ان هذه الادلة كافية لادانته ومحاكمته». في غضون ذلك، أفاد المحامي الفرنسي فرنسوا جيبو ان العقيد السابق في الجيش الليبي عبد السلام ابو دجاجة (68 سنة) ارسل الى فرنسا من قبل السلطات الليبية لإجراء فحوض طبية في مستشفى بيرسي دي كلامار (غرب باريس) قبل نقله الى فال دي غراس في نهاية تموز (يوليو) بعد حادث دماغي فقد في السادس من آب (اغسطس) من مستشفى فال دي غراس. وصرحت نجاح بنمفتاح، وهي قريبة ابو دجاجة، ان العائلة ذهبت لزيارته في غرفته في 6 آب لكنها لم تجده. وأضافت: «انتظرت العائلة اربع ساعات لأن (المستشفى) قال لنا انه ذهب لإجراء فحوص لكن الامر لم يكن كذلك». وأوضح جيبو ان الشرطة أُبلغت باختفائه واصدرت مذكرة بحث لكن لم يعثر عليه حتى الآن. ودان المحامي موقف المستشفى العسكري الذي يرفض اطلاعه على التحقيق الداخلي حول اختفائه. وأكدت قريبته انه «منذ الجلطة الدماغية التي اصيب بها ابو دجاجة فقد قدراته على تحديد الاتجاهات ولم يكن قادراً على العودة الى غرفته». وأوضحت انها تمكنت من مشاهدة لقطات لفيديو المراقبة يظهر فيها عمها «وهو يرتدي سترة البيجاما ويغادر المستشفى بمفرده من الباب الرئيسي». ولم تستبعد عائلته بعد 15 يوماً على فقدانه، اي فرضية بما في ذلك تعرضه للخطف، كما قالت بنمفتاح. وقالت عائلته ان العقيد خضع لفحوص طبية لانه كان «تعرض لمواد مشعة» خلال عمله.