يسعى الحزب الجمهوري خلال مؤتمره الذي يبدأ الاثنين المقبل في ولاية فلوريدا، الى تقريب مرشحه للرئاسة ميت رومني من الناخب العادي ومنحه مكانة تخوّله خلافة خصمه الرئيس باراك أوباما الذي اتهم الجمهوريين باعتماد وسائل «وحشية بعض الشيء» خلال حملتهم. وعلى رغم إنفاق مئات ملايين الدولارات في دعايات انتخابية، واقتصاد سيئ لا يخدم أوباما الذي خيّب شريحة واسعة من ناخبيه، لم ينجح رومني في التفوق عليه في استطلاعات الرأي التي رجّحت تقدّم المرشح الديموقراطي على خمصه الجمهوري بنحو 5 نقاط. ولم يتبدّل هذا الوضع، مع اختيار رومني الشاب الديناميكي المحافظ بول راين لمنصب نائب الرئيس. كما أن استطلاعات الرأي تشير غالباً الى تأخّر رومني في كلّ الولايات الحاسمة في الاقتراع، مثل فلوريدا وأوهايو وفرجينيا وآيوا وويسكونسين وميتشغن. وسيلقي رومني الخميس المقبل، خطاب قبوله ترشيحه، في ختام المؤتمر، بعد خطاب راين الأربعاء. وستختتم آن، زوجة رومني، اليوم الأول من المؤتمر الاثنين، فيما يتحدث الثلثاء حاكم نيوجرسي كريس كريستي المعروف بمرحه وخطابه المليء بنكات، والمحافظ ريك سانتوروم المرشح الخاسر في الانتخابات التمهيدية. ويشمل برنامج الأربعاء الحاكم السابق لفلوريدا جيب بوش ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس والمرشح السابق للرئاسة جون ماكين. وسيركّز الجمهوريون خلال مؤتمرهم الذي سيغطيه 15 ألف صحافي، ويتابعه عشرات ملايين الاميركيين على الشبكات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، على تقديم رومني في أفضل شكل ممكن، ليبدو ودوداً ويسهل التواصل معه، بدل مرشح أقرب الى رجل آلي وبعيد من الناس، وخصوصاً لدى النساء اللواتي يفضّلن أوباما عليه. كما صُممت القاعة التي أقيمت في مجمع رياضي، لإعطاء انطباع بأنها «غرفة طعام على الطراز الاميركي»، إذ يريد مصمموها إيجاد أجواء تسودها «حرارة» و «انطباع بالإلفة». وأعدت حملة رومني خطة للطاقة تمنح الولايات الاميركية السيطرة على عمليات التنقيب عن النفط في عرض البحر وعلى الأراضي الفيديرالية، وقد تجني الحكومة منها بلايين الدولارات. وورد في الخطة التي تجدد دعوة رومني الى تحقيق استقلالية على صعيد الطاقة، بحلول العام 2020، أن «اقتراح رومني سيطرح أميركا بين القوى العظمى على صعيد الطاقة في القرن الواحد والعشرين». أوباما وجوردان في غضون ذلك، شبّه الرئيس الأميركي انتخابات الرئاسة بمباراة في كرة السلة، إذ قال خلال سهرة لجمع التبرعات، بحضور أسطورة كرة السلة مايكل جوردان: «لا يمكنني الامتناع عن تشبيه (الحملة) بكرة السلة. إننا في الربع الأخير من المباراة، نتقدّم ببضع نقاط، لكن الخصوم يهاجمون بشراسة، ويلعبون في شكل وحشي بعض الشيء. بعض لاعبينا تلقوا تحذيراً، لدينا بضع إصابات وأعتقد بأن بعضهم لن يقدر أن يلعب سوى مباراة واحدة إضافية». وخاطب 120 شخصاً، بينهم محترفون بارزون لكرة السلة الاميركية، دفع كلّ منهم 20 ألف دولار لتناول العشاء معه ومع جوردان في مركز لينكولن في نيويورك: «لم يعد لدينا سوى 7 دقائق كما أعتقد، ولا أحد على يقين، مثل مايكل، بأنه حين تكون هناك 7 دقائق فقط متبقية، فهذا هو الوقت المناسب لإزاحة الخصوم. الى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أعدته جامعة «كوينيبياك» مع صحيفة «نيويورك تايمز» وشبكة «سي بي أس نيوز» الأميركية، أن الأميركيين يثقون بقانون إصلاح نظام الرعاية الصحيّة الذي طرحه أوباما، ولا يستحسنون خطة الحزب الجمهوري لإعادة تنظيم هذا النظام.