يطل الداعية الاسلامي عبدالله بدر على قناة «الحافظ» الفضائية ليتهم إلهام شاهين بالزنى، ويقول فيها كلاماً يمكن القانون المعاقبة عليه بالسجن وخلافه، لأنه يأتي من باب التشهير والقدح والذم والتحريض الأعمى. هنا تبدو المسألة شديدة التعقيد، فليست وظيفة هذه الكلمات في عجالة من هذا النوع لعب دور الحكم في قضية ناشئة بسبب أوضاع متردية نعيشها في عالمنا العربي، وتلعب فيها فضائيات من هذا النوع دوراً محبطاً. ولكن يمكن هذه الكلمات أن تنحاز إلى الذوق العام من بوابة الأخلاق وبوابة جهل الآخر بالدين واستخدامه استخداماً خاطئاً من خلال قناة فضائية، ويستطيع التمثل به وجعل آخرين يمتثلون له طالما أنه يمتلك سطوة بالغة التأثير من غير حسيب أو رقيب. فمهما يكن، فإن تاريخ شاهين الفني، بصرف النظر عن مواقف سياسية لها لم تكن ناضجة على الاطلاق، لا غبار عليه، وإن ظلت حتى وقت قريب تحسب إلى جانب «الفلول»، ولم تخف اطلاقاً مواقفها من ثورة 25 يناير، أو الرئيس المخلوع حسني مبارك، فإن هذا يظل شأناً شخصياً قابلاً للقراءة والنقد. الداعية بدر لا يدخل في عراكه مع شاهين من بوابة السياسة. هو يختار الطريق الأقصر والأشد تأثيراً إلى التشهير والانتقام، ويستخدم كلمات نابية في هجومه لا مجال لذكرها هنا، لكن اللقاء معه على قناة «الحافظ» منتشر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيه لقاء شاهين مع نيشان، وقد طمس وجهها، بحيث لا يراه المشاهدون، فهو عورة بحسب «الحافظ»، ونزعم بأنه حظي بمشاهدات كثيرة تفوق التوقع، وإن خلا من أي استنتاجات، فهذا مرده أن إلهام شاهين تنتمي سياسياً إلى «الفلول». وهنا تكمن الخطورة في استهدافها من قناة، اختار القائمون عليها «نجمة» مغضوباً عليها في أوساط الجماهير المصرية عموما، وبالتالي قد تجد نفسها وحيدة في معركة شرسة، لا تستهدفها هي في واقع الأمر، انما تستهدف منظومة الفن والفنانين والثقافة. كما باتت تلوح في الأفق نذر معركة حامية الوطيس. ولهذا فإن هجوم الداعية يجيء من نقطة الضعف الذي تمثله الهام شاهين في هذه المنظومة، باعتبار أن تاريخها السياسي لن يشفع لها، فهي «نجمة محترقة» في عرف كثيرين، ولن يهب أحد إلى نصرتها ونجدتها في معركتها مع خفافيش الظلام الجدد. قد يكون كل ذلك صحيحاً. وقد لا يكون. لكن الأكيد أن المعركة انطلقت شرارتها، وليست الهام شاهين كعب آخيل في هذه المعركة هذه المرة، وإن بدا الأمر كذلك للوهلة الأولى، فإنها لن تنتهي بالضربة القاضية. فحتى الداعية الاسلامي عبدالله بدر يمتلك نقاط ضعف لا يكاد يخلو مخلوق منها، ولن يكون صعباً الالتفاف عليه حتى من قبل كائن ضعيف له تاريخ في الضعف والانحناء. وليس فيلم «واحد صفر»، الذي أخرجته كاملة أبو ذكري وحصدت عليه مع نجمته شاهين جوائز كثيرة، إلا اعلاناً لنتيجة تمثل بداية المباراة، وليست نهايتها.