لا أعرف لماذا يصرّ نيشان مقدم برنامج العراب على اعتبار برنامجه ناجحاً وجديداً؟. هذا السؤال يراودني كثيراً منذ أن عرضت أولى حلقات البرنامج وحتى حلقة هذا الأسبوع التي استضيف فيها النجمين السوريين بسام المصري وعباس النوري. وكرم فيها الفنان السوري الكبير رفيق السبيعي. العراب هو نفسه برنامج (شاكو ماكو) الذي كان يقدمه نيشان سابقاً على قناة (newtv)، أسلوب طرح الأسئلة لم يتغير وليس هناك من جديد إلا سؤال سياسي مراوغ لا أعرف ما هي علاقته بالفن، ظل نيشان يطرحه على كل ضيوف العراب، وكأنه محقق في جهاز استخبارات. هناك برامج مستنسخة تدعونا للاستغراب عطفاً على الأفكار التي تقدمها للمشاهدين ومع صراع الإعلام الفضائي والتنافس ما بين القنوات التلفزيونية يفترض أن ينهج نيشان أسلوبا آخر غير هذا الأسلوب المراوغ الذي يبغي الاصطياد في الماء العكر وافتعال الإثارة. هذا السؤال الذي دائماً ما يطرح على الضيوف ويتسبب في إحراجهم يتعلق بالوضع في سوريا والتفجيرات في لبنان وخلافات المعارضة وما إلى ذلك من قضايا سياسية شائكة. الجمهور المشاهد سئم من السياسة ويريد الاستمتاع بنجومه وهو ليس بحاجة للدخول في المتاهات السياسية. وهذه الحالة تنطبق على الفنانين المستضافين فهم دائماً ما يبتعدون عن إبداء الرأي في قضايا سياسية معقدة وذلك لأنهم لا يريدون الدخول في لعبة الانتماءات التي قد تخسرهم جمهورهم المحب في دول أخرى. رغم ذلك فلا يزال نيشان مصراً على طرق هذه الهموم السياسية وإلقائها بكل فجاجة على المشاهدين المساكين ومادامت الحالة هذه لا أدري لم لا يحول برنامج (العراب) إلى برنامج سياسي ويبثه عبر قناة سياسية تهتم بهذه القضايا؟. الدعاية الضخمة التي سبقت عرض البرنامج توحي بأن البرنامج سيكون هو المنقذ للفن العربي وللإعلام العربي خاصة وهو يعرض عبر قناة مفضلة لدى المشاهدين العرب، نيشان لم يتغير فكره وأسلوبه كثيراً فقد ظل ثابتاً عند مستوى معين، وهو يعيد استنساخ برامجه القديمة ويلوكها مرة بعد مرة بنفس الأسلوب. الفرق بين شاكو ماكو وتري تيتا والعراب في الأسماء فقط أما المحتوى فهو نفسه. ضيوف من أهل الفن، وأسئلة تلقى عليهم من دون اعتبار لطبيعة التخصص الذي يشغلونه. لم يستطع نيشان ابتكار أفكار أخرى وفي برنامج العراب أثبت نيشان خلو جعبته من الجديد الذي يجذب المشاهد العربي ويروي فضوله.