هاجم وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، زميله في الحكومة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، عقب رسالة بعثها الأخير إلى الرباعية الدولية، ودعا فيها إلى الإطاحة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) من خلال إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية. ونقلت صحيفة "هآرتس"، عن باراك، قوله باجتماع مغلق أمس إنه "لا ينبغي إبلاغ جيراننا متى عليهم إجراء انتخابات أو ماذا يجب أن تكون نتائجها"، ورأى في دعوة ليبرمان تدخلاً في السياسة الفلسطينية الداخلية، مشدداً على أنه "إذا جرت انتخابات فقد يتم انتخاب أبو مازن مرة أخرى". وأضاف باراك أنه لم يُطرح بأية مداولات حضرها حول الموضوع الفلسطيني منذ تشكيل حكومة إسرائيل الحالية موقف قريب من الموقف الذي عبر عنه ليبرمان في رسالته. وتابع أن "كل السياسة التي تضمنتها رسالة ليبرمان من شأنها أن تؤدي إلى نبوءة تهدد بتحقيق ذاتها.. فليبرمان يريد أن يذهب أبو مازن إلى البيت، ولكن ما هو البديل؟،.. لا يوجد هناك بدلا من أبو مازن حزب ليبرالي نرويجي، وقد تصعد حماس إلى الحكم، هل سيكون هذا جيد لإسرائيل؟ وليس صدفة أنه يصعب إقناع وزراء الخارجية في الغرب"، في إشارة إلى مواقف ليبرمان المتطرفة. ونقلت "هآرتس" عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إنه في كل أسبوع تقريباً يتلقى باراك تقارير خطية وشفهية من شعبة الاستخبارات العسكرية وشعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي ومن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية ومن جهاز الأمن العام (الشاباك)، وجميعها تحذر من استمرار الجمود السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين وتبعاتها السلبية على الوضع الأمني في الضفة. وقال باراك إن سياسة كتلك التي يقترحها ليبرمان في رسالته إلى الرباعية الدولية، من شأنها أن تتسبب بتطرف في الجانب الفلسطيني بصورة لا تمكّن من حدوث أي تقدم سياسي، وتساءل "هل نحن نريد حقا ألا يكون هناك حل؟.. وإذا لم يحدث تقدما باتجاه الدولتين فإننا عملياً نفتح الباب أمام دولة ثنائية القومية وهل يعتقد أحد ما أن هذا جيد لإسرائيل؟". وأضاف أن "عباس يتحمل مسؤولية كبيرة عن الجمود الحاصل في عملية السلام"، لكنه أكد في الوقت نفسه أن "أبو مازن يبتعد عن الإرهاب ويبني قوات أمن تعمل بالتنسيق مع إسرائيل من أجل إحباط عمليات". وتابع أن "أبو مازن ليس صهيونياً ولم ينتسب لحزب إسرائيل بيتنا (الذي يتزعمه ليبرمان) ولا لحزب عتصماؤوت (الذي يتزعمه باراك)، ولدينا انتقادات ضده في موضوع التحريض وقضية الوحدة (الفلسطينية الداخلية) لكن أن نبادر للإطاحة به هو أمر غريب". وكان ليبرمان بعث أمس الأول رسالة إلى وزراء خارجية الرباعية الدولية، وهم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، ودعا إلى إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية لتغيير عباس وانتخاب قيادة جديدة "شرعية وواقعية أكثر"، معتبرا أنه "توجد في السلطة الفلسطينية حكومة مستبدة وموبوءة بالفساد" وادعى أن عباس يشكل عقبة أمام السلام. وتبرأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس من رسالة ليبرمان، ونقلت "هآرتس" عن مسؤول رفيع المستوى في مكتب نتانياهو، قوله إن "رسالة وزير الخارجية لا تمثل موقف رئيس الوزراء أو موقف الحكومة، ورئيس الوزراء يوافق على أن أبو مازن (عباس) يضع صعوبات في المفاوضات لكنه يعتزم الاستمرار في دفع الحوار مع الفلسطينيين". وأضاف المسؤول في مكتب نتانياهو أن "إسرائيل لا تتدخل بالانتخابات في أماكن أخرى".