بتأديته اليمين الدستورية،أمام المحكمة الدستورية العليا بمقرها في كورنيش النيل بالمعادي أمس، أصبح الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي رسمياً، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، في مرحلة جديدة تؤسس للجمهورية الثانية في مصر، بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وجدد مرسي، عقب اليمين، احترامه للقانون والقضاء، مشيراً إلى أن سيادة القانون على الجميع ستكون شعار المرحلة المقبلة، وأنه سيعمل جاهداً على الفصل بين السلطات. الإيذان بتسليم السلطة وفي جامعة القاهرة التي انتقل إليها مرسي، عقب أدائه اليمين، أطلقت المدفعية المصرية 21 طلقة في الهواء، احتفالاً بالرئيس، وإيذانا بتسليم السلطة، كما وقف مرسي عدة دقائق على سلم القاعة أثناء عزف السلام الجمهوري لمصر. وأعلن رئيس الجمهورية أن الشعب المصري فرض إرادته لأول مرة. مؤكداً أن مصر لن تعود إلى الوراء . وقال: إن الحاكم سيكون أجيرا و خادما عند الأمة المصرية منذ اليوم. وقال: قوات الجيش والشرطة أُمناء على الانتخابات، وإن القوات المسلحة درع الوطن وسيفه، وأضاف: «سأدعم القوات المسلحة وسأتخذ كل الوسائل لتكون أقوى مما كانت». وقال: إن رجال الشرطة أوفياء. وأدى اليمين الدستورية للمرة الثالثة أمام الحضور ,بعد أن أداها رمزياً أمام الجموع التي احتشدت الجمعة في ميدان التحرير، في حين قاطع أهالي الشهداء الرئيس وطالبوه بحق أبنائهم. وأضاف: إن الشعب استطاع تقويم مسار السلطة وأسقط تلك السلطة الظالمة بشكل سلمي حضاري ضاربا في ذلك أروع النماذج التي عرفتها الأمم موجها رسالة «لمن تنتابهم هواجس من تبدل مسار الدولة المصرية لمسارات أخرى أقول لهؤلاء: إن الشعب اختارني من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية ولن يقبل الشعب الخروج عن تلك المسيرة». هتافات ضد العسكر وهتف المشاركون في لقاء الرئيس محمد مرسي بجامعة القاهرة ، «يسقط يسقط حكم العسكر» عند دخول المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة، فيما ردد آخرون «الجيش والشعب إيد واحدة» في حين حضر أيضاً الدكتور محمد البرادعي، وعمرو موسى، والدكتور أحمد زويل، والدكتور سعد الكتاتني، والدكتور كمال الجنزوري. وجلسوا في الصف الأول أمام الرئيس المصري. لا تصدير للثورة وأكد الدكتور محمد مرسي، إن المصريين لا يصدرون الثورة، ولانتدخل في شئون الشعوب أو الدول ولا نسمح في نفس الوقت بأحد أن يتدخل في شئوننا، لكنه طالب فى نفس الوقت بوقف نزيف الدم الذي يراق في سوريا.. وواصل: «المصريون لا يصدرون الثورة، نحن لا نتدخل في شئون الشعوب أو الدول ولا نسمح في نفس الوقت بأحدٍ أن يتدخل في شئوننا، ونعلن تأييدنا للشعوب بالحصول على حريتها فتلك هي المبادئ العامة التي يؤمن بها الناس جميعا، فمصر اليوم تدعم الشعب السوري». وقف النزف السوري وطالب مرسي بوقف ما وصفه بنزيف الدم الذي يراق في سوريا «وسنبذل كل جهد من أجل ذلك في المستقبل القريب إن شاء الله». ووعد بتفعيل السوق العربية المشتركة ومنظومة التعاون المشترك وأن كل الدول العربية حريصة على ذلك لأن مصر إن نهضت نهض العرب جميعا. تفعيل العمل العربي وقال:»سنعمل على تفعيل منظومة العمل العربى المشترك، واتفاقية الدفاع العربي المشترك والسوق العربية المشتركة، في إطار الجامعة العربية، مضيفا: مصر إذا نهضت ينهض العرب جميعاً، إن مصر فى عهدها الجديد لن تقبل بأي انتهاك للأمن القومي العربى، وستكون في صف السلام الشامل العادل وستقف قوية صلبة في وجه التحديات التي تواجهها الأمة العربية». وقوف مع فلسطين وأكد، إن مصر الشعب والأمة والحكومة والرئاسة، تقف مع الشعب الفلسطيني حتى يحصل على جميع حقوقه المشروعة، وسنعمل على إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية ليكون الشعب الفلسطيني صفاً واحدًا لاستعادة أرضه وسيادته. إزالة آثار الفوضى وأكد مرسي على الحاجة الماسة لإزالة آثار الفوضى في كل المجالات وخاصة المجال الاقتصادي،متّهما النظام السابق بالإسهام في تلك الفوضى على مدار العقود الماضية، ومشددا على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل ليتحقق الاستقرار المنشود. تقويم المسار وأضاف: إن الشعب استطاع تقويم مسار السلطة وأسقط تلك السلطة الظالمة بشكل سلمي حضاري ضاربا في ذلك أروع النماذج التي عرفتها الأمم موجها رسالة «لمن تنتابهم هواجس من تبدل مسار الدولة المصرية لمسارات أخرى أقول لهؤلاء: إن الشعب اختارني من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية، ولن يقبل الشعب الخروج عن تلك المسيرة». واستطرد: «النظام السابق أدى لتقزيم دور مصر الإقليمي ،وأقول اليوم: إننا سنعيد تشكيل منظومة أمن مصر القومي بما يتفق مع قدرات مصر الصلبة والناعمة وثقلها الحقيقي في الدوائر العربية والإسلامية والإفريقية والدولية، .. إننا نحمل رسالة سلامٍ للعالم ورسالة حق وعدل ،وكما تعهدنا دوما نؤكد على التزامات مصر من معاهدات واتفاقات دولية نرعاها».