استنفر الجانب الإماراتي في المنفذ الحدودي مع السعودية «الغويفات» لمواجهة الأعداد الكبيرة من الزوار، في الوقت الذي استمر الزحام في الجانب السعودي وانتظار آلاف السعوديين ساعات طويلة لعبور منفذ البطحاء لليوم الثالث على التوالي، وقام الجانب الإماراتي بمضاعفة عدد العاملين وتقديم جميع التسهيلات للمسافرين. وبلغ إجمالي عدد المسافرين الذي اجتازوا منفذ الغويفات الحدودي خلال اليومين الماضيين نحو 26159 مسافراً من القادمين لدولة الإمارات، في الوقت الذي كثف فيه قسم شرطة أمن المنفذ الحدودي جهوده لتأمين وتسهيل الحركة الانسيابية للمسافرين فرفع طاقته البشرية الاستيعابية ووفر 12 منصة لاستقبال المسافرين. وكشف وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والإقامة والمنافذ اللواء ناصر المنهالي، خلال تواجده عصر أمس بالمنفذ في حديث ل «الحياة»، أن المنفذ أكمل استعداداته لتسهيل حركة المسافرين براً، حيث تم عقد عدة اجتماعات مع الشركاء في المنفذ لتحديد المعوقات والعمل على تذليلها، إلى جانب توفير الأجهزة اللازمة، وزيادة عدد الموظفين لاستيعاب العدد الكبير من المسافرين،إضافة إلى توفير أجهزة صراف آلي في صالتي المغادرة والوصول، كما تم تخصيص أماكن لراحة المسافرين براً في صالات الدخول والخروج، وصالات أخرى مزودة بكل وسائل الراحة، ليتمكن المسافرون من أخذ قسط من الراحة قبل مواصلة السفر إلى بلدانهم. وأكد أن كافة الجهات العاملة في المنفذ تعمل ضمن منظومة متكاملة تتعاون خلالها في عمليات التنسيق والمتابعة في المنفذ، بهدف تقديم أفضل الخدمات بشكل عام، والخدمات الأمنية والإنسانية بوجه خاص بمختلف أنواعها لمستخدمي المنفذ من المغادرين والقادمين، موضحاً أن إجراءات دخول وخروج كل مسافر عبر المنفذ تتراوح بين دقيقة الى دقيقتين كحد أقصى، مشيراً إلى أن المنفذ وفر 12 منصّة استقبال، منها 4 منصّات لمغادرة المسافرين، و8 لدخولهم، من ضمنها منصة للأسر فقط، فضلاً عن وجود نافذة تسلّم وتسليم جوازات السفر ودفع الرسوم وتخليص المعاملات الأخرى في الصالات التابعة لقسم الجوازات، مضيفاً أن عدد السيارات السياحية التي تعبر المنفذ يومياً تتجاوز 3500 سيارة ما بين دخول وخروج، إضافة إلى 2000 بيان يتم إنجازه يومياً. إذ أن المنفذ مجهز لاستيعاب أي أعداد متزايدة من السيارات السياحية، والتي يمكن أن تتجاوز 5000 سيارة يومياً بخلاف الشاحنات وسيارات البضائع، كما يستوعب أكثر من 20 ألف مسافر يومياً إضافة إلى صالتين لدخول وخروج النقل الجماعي والشاحنات ويستمر العمل به على مدار 24 ساعة، من خلال ثلاث ورديات لاستيعاب أي أعداد متزايدة عبر المنفذ وأضاف المنهالي :«المنفذ يُقدّم أفضل الخدمات اللازمة للسهر على تيسير حركة دخول وخروج المسافرين من المواطنين أو المقيمين أو الزوّار الضيوف، والتيسير عليهم من مشقّة السفر، وسرعة إنهاء إجراءات سفرهم وعن الخطط التي اتُّخذت، تسهيلاً لراحة المسافرين المغادرين والقادمين خلال عيد الفطر المبارك». وكشف أن المنفذ رفع كادره البشري لأعلى مستوى، كما تمّت زيادة منصّات (كاونترات) تسلّم وتسليم جوازات السفر وإنهاء إجراءات المسافرين في المسارات المحددة،لافتاً إلى أن المنفذ يستخدم أحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة من أجهزة لتفتيش حقائب المسافرين، وتأمين دخولهم وخروجهم من خلال بوابات شرطية متكاملة، مشيراً إلى الدور الإنساني الذي يضطلع به أفراد الشرطة من مرونة عالية في التعامل، والاستجابة السريعة لحل أي إشكاليات أو إعاقات تواجههم. وأشار إلى وجود خطة لتطوير وتحديث منفذ الغويفات البري الحدودي تنفيذاً لتوجيهات وزير الداخلية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، بما يتناسب ومتطلبات المرحلة المقبلة، وتوفير الاحتياجات والمتطلبات اللازمة كافة لتسهيل إجراءات دخول وخروج المسافرين عبر المنفذ. من جهته أكد مدير إدارة الشؤون الفنية والإعلام الأمني بوزارة الداخلية الإماراتية، العقيد الدكتور فواز بدران، إلى أنه تم توفير ورش متحركة بالقرب من المنفذ تضم نخبة من الفنيين والمتخصصين لتقديم المساعدة للحافلات أو المركبات التي تتعرض لأعطال، وتأمين وصولها إلى أقرب مركز صيانة في حالة الأعطال الكبيرة، بجانب توفير حافلات للحالات الطارئة لنقل المسافرين، وتقديم وجبات سريعة ومشروبات باردة لهم في حال تعطل مركباتهم. وذلك تنفيذاً لتوجيهات وزير الداخلية، والتي ركز فيها أيضاً على ضرورة سرعة إنهاء إجراءات الدخول والخروج، والتيسير على المسافرين من خلال التعامل بشكل حضاري يتناسب والمكانة العالية التي وصلت إليها دولة الإمارات. وأشار إلى أن مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي استحدثت عدة نقاط للتوعية المرورية على الطرق الخارجية والطرق المؤدية إلى منافذ الدولة الحدودية، وكثفت دورياتها المرورية على جميع الطرق على مدار اليوم، لتوفير سلامة المسافرين براً. كما تم وضع خطة لتوعية قائدي المركبات، وحثهم على قيادة مركباتهم بالسرعات المحددة على الطرقات والالتزام بقوانين السير والمرور، وتوزيع مطبوعات على السائقين في محطات البترول والاستراحات. يذكر أن منفذ الغويفات الحدودي الذي بدأ العمل به عام 1993م، يقع في الجهة الغربية من أبوظبي ويبعد 360 كم، ويعتبر المنفذ البري الرئيس الذي يربط دولة الإمارات ودول التعاون الخليجي، حيث يتميز بحركته الدؤوبة طيلة أيام العام ما بين مغادر وقادم للدولة.