تتواصل أفراح أهالي محافظة جدة والمقيمين فيها، لليوم الثالث على التوالي ابتهاجاً بحلول عيد الفطر المبارك، وسط أجواء مفعمة بالمحبة والإلفة والتواصل منقطع النظير مع مختلف شرائح المجتمع التي انعكست مشاعرهم على الحياة اليومية في جدة منذ أن أعلن عن قدوم العيد، حيث انتشرت الوجوه المبتسمة في كل مكان، وارتسمت السعادة على محيا الجميع، واكتظت المتنزهات والمدن الترفيهية بأعداد الزوّار من النساء والرجال والأطفال، حتى وصلت نسب تشغيلها إلى 100 في المئة. وأوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكةالمكرمة محمد العمري أن مظاهر العيد تحيي الكثير من التقاليد والعادات الأصيلة التي تميز بها أهالي مكةالمكرمةوجدة، وتنعش الحركة الاقتصادية في المنطقة. وقال العمري إن أهالي مكةالمكرمة وجدّة ما إن يسمعوا إعلان ثبوت رؤية هلال شوال، إلا وتغمرهم الفرحة وتتسرب السعادة إلى كل منزل، لتبدأ النساء معها في عمل الأطباق الحجازية من الحلويات والمكسرات، وبعد العودة من أداء صلاة العيد يخرج الأطفال بأجمل ملابسهم فرحين بهذه المناسبة السعيدة، وينشدون بعض الأهازيج الشعبية التي تم توارثها عن الآباء والأجداد، ثم يذهبون للمعايدة مرددين «أعطونا عيدية ... عاد عليكم»، أما الكبار فيخرجون للاستمتاع بممارسة فولكلور «المزمار» الشهير في المنطقة. وقدر اقتصاديون ما ينفق داخل المدن الترفيهية في جدة خلال أيام العيد بأكثر من 160 مليون ريال، ما يشير إلى الجدوى الاقتصادية المتحققة من إقامة هذه المشاريع، مبينين أن متوسط ما ينفقه الفرد في المدن الترفيهية يصل إلى نحو 80 ريالاً خلال أيام العيد و40 ريالاً في إجازة الأسبوع. ولفتوا إلى أن هذه الأرقام تعطي مؤشرات جيدة على العائد المتحقق من إنشاء المدن الترفيهية، إذ تعتمد صناعة السياحة الآن بدرجة كبيرة على الخدمات المتوافرة ووسائل الجذب السياحي، مؤكدين أن جدة قادرة على المنافسة في مجال السياحة من خلال المشاريع الكبيرة التي تنفذ فيها والخاصة بتطوير هذا المجال. وذكروا أن جدة تحتضن أكثر من 50 مدينة ترفيهية تختلف مساحاتها ومستوياتها وعدد الألعاب فيها والتي تستقبل العدد الكبير من المتنزهين في عيد الفطر المبارك، إذ يتميز بعضها بتقديم العروض الفنية والتراثية والترفيهية تحت إشراف كوادر نسائية بنسبة 100 في المئة، إضافة إلى المواقع المخصصة لاستقبال العائلات وتتيح لجميع أفراد الأسرة الاحتفال بالعيد معاً في مكان واحد.