عقد النواب الصوماليون أمس اول اجتماع لهم في قاعدة مطار مقديشو التي تخضع لاجراءات امنية مشددة. لكن الاعضاء ارجأوا اختيار الرئيس حتى يستكمل المجلس تشكيل هيئة مكتبه ويختار رئيسه. وكان النواب المنتهية ولايتهم يجتمعون في جناح في البرلمان السابق الذي دمر جزئياً في سنوات الحرب الاهلية. لكن الرئيس الجديد للبرلمان عميد النواب موسى حسن عبدالله طلب بشكل عاجل من الاممالمتحدة تأمين مكان لاجتماعهم، كما ورد في بيان للمكتب السياسي للامم المتحدة في الصومال. ومطار مقديشو الدولي معسكر محصن تحت حماية قاعدة قوة الاتحاد الافريقي في الصومال الملاصقة له، ما يجعله من المواقع الأكثر حماية في العاصمة. وارتدى هذا الاجتماع طابعاً رمزياً لأن تنصيب المجلس الجديد هو واحدة من المراحل الاخيرة في عملية سياسية وصفتها الاسرة الدولية الاحد بأنها «فرصة لا سابق لها من اجل السلام والاستقرار في الصومال» التي يتحكم فيها امراء الحرب وميليشيات اسلامية وعصابات اجرامية منذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991. وشهد الوضع الامني في مقديشو تحسناً كبيراً منذ طرد المتمردين الاسلاميين الشباب في آب (اغسطس) 2011. لكن العاصمة الصومالية تشهد باستمرار اغتيالات سياسية واعتداءات. وتهدف العملية السياسية المعقدة الجارية حالياً برعاية الاممالمتحدة والاسرة الدولية، الى اقامة مؤسسات دائمة واول حكومة مركزية حقيقية للصومال منذ اكثر من عشرين عاماً. وكان يفترض ان ينجز مجلس الشعب الجديد الذي اختار اعضاءه اعيان وزعماء قبائل، العملية بانتخاب رئيس جديد للدولة الاثنين موعد انتهاء تفويض المؤسسات الاتحادية الانتقالية التي اقيمت في 2004. لكن عويس قارني احد النواب المعينين حديثاً قال لوكالة «فرانس برس» ان «الانتخابات الرئاسية لن تجري الاثنين»، موضحاً انه «لا يزال يتعين تشكيل اللجنة الانتخابية (للمجلس) وهناك عمل يجب القيام به قبل الانتخابات الرئاسية». وأكد نائب آخر قال «في الايام المقبلة سيُنتخب المجلس الجديد رئيسه ثم سيُشكل اللجنة الانتخابية من اجل انتخاب الرئيس الجديد» للبلاد. وعُين مئتا نائب ونائبان من اصل 275 عدد مقاعد المجلس، ووافقت لجنة معنية على اسمائهم. وهؤلاء يحققون النصاب الكافي لانتخاب رئيس. ومنذ العام الفين فشلت المؤسسات الانتقالية التي اقيمت في فرض سلطتها. وانتهت ولاية الحكومة الاتحادية الانتقالية الحالية التي شكلت في 2004 أمس وقد بذل المجتمع الدولي، الذي دعمها بكل قوة لكنه رفض اي تمديد لمهمتها، كل ما بوسعه حتى يتم انتخاب رئيس الدولة الجديد قبل هذا الموعد. ودعت فرنسا أمس القادة السياسيين والتقليديين الى «فعل ما بوسعهم» لضمان نجاح العملية الانتقالية. وقال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية ان «نجاح الانتقال مرتبط بالتزامهم ومساهمتهم». وبعدما دعمت الاسرة الدولية المؤسسات الانتقالية الاتحادية الحالية التي يستشري فيها الفساد، استبعدت اي تمديد في مهمتها التي مددت من قبل مرتين في 2009 و2011 وفعلت ما بوسعها لانجاز العملية أمس. والرئيس الحالي شيخ شريف شيخ احمد الذي انتخب عام 2009 بعد حصوله على تأييد المؤسسات الانتقالية التي كان يحاربها سابقاً على رأس حركة تمرد اسلامية، من المرشحين الاوفر حظاً وان كان شخصية موضع جدل حتى لدى الشركاء الدوليين للصومال. ومن أبرز منافسيه رئيس وزرائه عبد الولي محمد علي ورئيس البرلمان السابق شريف حسن شيخ ادن.