في لبنان حيث لجأ آلاف السوريين خلال الاشهر ال17 الفائتة هربا من اعمال العنف في بلادهم، لم تعد الطبيبة ندى وزوجها الطبيب ايضا يشعران بأنهما في مأمن، خصوصا بعد موجة الخطف التي استهدفت سوريين الاسبوع الماضي، فبدأ الزوجان يبحثان عن بدائل. وتقول ندى "خفنا كثيرا بعد سماع الاخبار (اخبار خطف السوريين) ووجدنا انه من الافضل لنا ان نلزم المنزل". وينقسم اللاجئون السوريون في لبنان بين فقراء معدمين وجدوا ملجأ لدى اقارب او في مدارس او استأجروا غرفا غير مجهزة في مناطق حدودية خصوصا، وآخرين ينتمون الى الطبقة الوسطى انتشروا خصوصا في بيروت والمناطق المحيطة بها. وبعد تراجع موجة الخطف التي اثارت ذعرا بين السوريين واللبنانيين على حد سواء، قررت ندى ابتياع بطاقات سفر لها ولزوجها الى قبرص حيث يقيم والداها. وتقول: "لم اجد أمكنة في الطائرات المتجهة الى قبرص"، مشيرة الى ان عليها ان تنتظر بضعة ايام. لكنها قلقة "لا نعرف ماذا سيحصل في هذا الوقت". على صفحات "فيسبوك" الخاصة بالناشطين السوريين، انتشرت دعوة موجهة الى الناشطين المقيمين في لبنان لملازمة منازلهم وتجنب المناطق التي يمكن ان تشهد توترات. وذكرت ناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في لبنان ان بعض السوريين ابدوا قلقا من ان يتم استهدافهم بسبب جنسيتهم. وقالت اريان رومري "أبلغتنا عائلة تقطن في احدى ضواحي بيروت ان مسلحين طوقوا شقتها الاسبوع الماضي، فخاف افراد العائلة واضطروا الى الاختباء على السطح. وما لبثوا ان نقلوا مقر اقامتهم الى مكان آخر". ورغم ان السوريين الذين يملكون الامكانات المادية للاقامة في الفنادق والشقق المفروشة هم افضل حالا من اولئك المعدمين، فإنهم يعيشون في قلق مستمر، وبدأ الكثيرون منهم يفكرون في أن لبنان ليس البلد المناسب ليضمن لهم الامن والامان. وتشير ندى الى انها لا تستطيع مع زوجها الحصول على اجازة عمل في حقل الطب في لبنان. وتضيف: "لم نعمل منذ ستة اشهر. الوقت يمر ونحن ننفق مدخراتنا على الحياة اليومية". في مكتب وكالة سفر آخر، يستفسر شابان سوريةن عن امكانات السفر الى دبي. ويقول سام: "انا احمل جواز سفر بريطاني، اما هو فهو سوري محض"، مؤشرا الى رفيقه، الطالب في احدى جامعات بيروت. ويقول محمد (21 عاما) انه يريد زيارة قريب في دبي ليستطلع آفاق المستقبل في دولة الامارات، في حال تدهور الوضع أكثر في لبنان. ويضيف "اذا افلت زمام الامور، سأذهب، انما يفترض بي ان احصل على تأشيرة سفر اولا". ويلفت الى ان كل اصدقائه في لبنان والمتخرجين حديثا من المدارس يعانون من الوضع نفسه. ويقول محمد ان والده لا يزال يعمل في سورية، لكنه يفكر في الانضمام الى والدته في الولاياتالمتحدة اذا حصل على لجوء او تاشيرة دخول. ويضيف: "الجميع يحاولون الخروج من الشرق الاوسط". ويقول احمد، وهو شاب سوري آخر مقيم في بيروت، انه يفكر في السفر الى تركيا او مصر. ويشير الى ان عائلته لا تزال موجودة في حي برزة الدمشقي. ورغم ان لديها مؤسسة تديرها متوقفة عن العمل بسبب الاحداث، لكن والديه "لا يريدان التحول الى لاجئين".