اضطرت ندى لترك بيتها وزوجها في الرياض، بهدف الالتحاق بعملها الجديد معلمة في إحدى القرى القريبة من محافظة الطائف، لا سيما أنها كانت تنتظر هذا التعيين منذ تخرجها من كلية التربية في الرياض. وقالت: «تقدمت لديوان الخدمة المدينة للعمل في وظيفة تعليمية بعد تخرجي من كلية التربية، ولكن لم أحصل على الوظيفة إلا بعد مرور عامين تزوجت خلالهما وأنجبت طفلي البكر». وأضافت: «لم يستطع زوجي الانتقال معي إلى مقر عملي الجديد، لا سيما انه موظف في إحدى الوزارات في الرياض». وتشير إلى أنها أقنعت زوجها بضرورة سفرها للالتحاق بالعمل، بعدما كان رافضاً لفكرة سفرها وتركها بيتها. وتوضح: «بعدما حصلت على موافقة والدي على السفر معي والإقامة في الطائف مقر عملي الجديد، أقنعت زوجي بضرورة مباشرتي العمل، خصوصاً أن غربتي لن تطول، إذ أستطيع بعد فترة محددة طلب نقلي إلى الرياض حيث عمل زوجي». وفي الوقت الذي تركت ندى زوجها والتحقت بالعمل في مدينة أخرى، أصر زوج منى على استقالتها من عملها محاسبة في إحدى المدارس الخاصة في جدة، والسفر معه إلى مقر عمله في الدمام (شرق السعودية). وتقول: «لم استطع رفض رغبة زوجي في استقالتي من عملي، لا سيما أنه كان مصراً على انتقالي معه». ومنى لم تكن الوحيدة التي اتخذت قراراً بترك عملها والسفر مع زوجها، إذ اضطرت فوزية إلى الانتقال مع زوجها من مدينة الطائف بعدما حصل على ترقية في عمله ترتب عليها نقله إلى الرياض، وتقول: «كان قرار انتقالي مع زوجي للإقامة في الرياض أمراً محسوماً، خصوصاً أن من الصعب عليه العيش بمفرده والبعد عن عائلته». وتلفت إلى أن الخوف من التغيير هو الشيء الوحيد الذي يقلقها، خصوصاً أنها التجربة الأولى لها التي تترك فيها مدينتها التي نشأت فيها، «حيث تعيش عائلتي وصديقاتي». وعملية انتقال الأسرة إلى مكان جديد وفقاً لعمل أحدهما، لم تقتصر على الزوجات في السعودية، إذ قرر هيثم الاستقالة من عمله مشرفاً إدارياً في إحدى المستشفيات الخاصة في جدة، للسفر مع زوجته التي حصلت على بعثه دراسية إلى أستراليا. ويقول داود: «قرار استقالتي كان أمراً واقعياً، فمن الصعب أن تتنازل زوجتي عن البعثة التي كانت تحلم بها، إضافة إلى أن وظيفتي لم تكن ثابتة وأستطيع الحصول على أخرى بعد انتهاء فترة ابتعاث زوجتي وعودتنا إلى السعودية». ويشير إلى إن نظام ابتعاث الطالبات السعوديات للخارج، يوفر راتباً شهرياً لمرافقها. من جانبها تشير الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى الملك فهد في جدة أميمة العنبري إلى أن «الرجل هو العائل الرئيسي في السعودية، لذا فمن الطبيعي أن الزوجة تتبعه في محل إقامته، وتسافر معه في حال تغير مكان عمله». وتذكر أن الرجل السعودي وبحسب فطرته لن يرضى بأن يكون تابعاً لزوجته: «من المتوقع أن تترتب مشكلات عدة من جراء استقالة الزوج من عمله والسفر مع زوجته لمقر عملها الجديد». وتلاحظ أن انتقال الزوج مع زوجته لمقر عملها الجديد غالباً ما يكون مبنياً على اتفاق بينهما: «من حق الزوجة اتباع زوجها والإقامة معه في المدينة التي يعمل بها، ولكن ليس من حقها إرغام زوجها على الانتقال معها». وتلفت إلى وجود بعض الأسباب التي تدفع الزوج للسفر مع زوجته، خصوصاً تلك التي تتعلق بالنواحي الاقتصادية للأسرة: «إذا حصلت الزوجة على وظيفة حكومية وبراتب أفضل من راتب الزوج ففي هذه الحالة يضطر الزوج للاستغناء عن عمله مقابل تحسين ظروف الأسرة اقتصادياً واللحاق بزوجته». وتضيف: «بعض الزوجات يرفضن السفر مع أزواجهن، خصوصاً أن الانتقال من مدينة إلى أخرى يفقد الزوجين، وبشكل خاص الزوجة، النواحي الاجتماعية في حياتها، هو سبب لرفض الكثيرات السفر والانتقال إلى مدينة أخرى مع أزوجهن».