تواصلت أمس عملية «نسر» التي يقودها الجيش المصري ضد مسلحين يتحصنون في جبال سيناء، وشنت قوات الأمن عمليات دهم لمنازل في مديني العريش ورفح اعتقلت على أثرها عشرات بينهم فلسطينيون، فيما جرح أربعة رجال شرطة بعدما استهدف مسلحون حافلتهم بقذائف مضادة للدروع. يأتي ذلك في وقت ساد الجدل في الأوساط المصرية حول تعليق قوات الجيش عملياتها في سيناء، خلال عطلة العيد، قبل أن يخرج مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع، لينفي تلك الأنباء، مؤكدا أن العمليات في سيناء مستمرة من دون توقف. وأكد استمرار الحملات لحين الانتهاء من تطهير سيناء من الإرهاب والخارجين على القانون الذين يهددون أمن مصر القومي ويأتي ذلك في وقت بدا أن القوات المصرية تتحاشي الدخول في معارك مباشرة مع المسلحين وأنها تفضل عدم الاشتباك معهم في الجبال والمناطق الصحراوية خشية سقوط خسائر، إذ فضلت قوات الأمن مداهمة المنازل في مدينتي العريش والشيخ زويد في إطار «التكتيك» الجديد الذي تنفذه أجهزة الأمن لضبط العناصر المشتبه بها بعيدا من المواجهات المباشرة. وقال مصدر أمني، إنه تم ضبط عشرات المشتبه بهم، بينهم جنسيات غير مصرية، وأضاف أنه تمت مداهمة منزل في حي الصفا وضبط كميات من المخدرات في حوزة مهربين فلسطينيين تم القبض عليهما. وكان وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي اختص، ضباط وصف وجنود الجيش الثالث «الذي ينتشر في محافظتي السويس وجنوب سيناء»، لتناول طعام الإفطار معه مساء أول من أمس، في حضور رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي، وأكد السيسي أن مصر «تحتاج في هذه الأوقات إلى الجهد والفكر المخلص من كل فرد سواء داخل القوات المسحلة أو خارجها للعبور بها خلال هذه المرحلة الدقيقة»، مؤكدا «ولاء رجال القوات المسلحة المطلق لمصر وشعبها، وأنهم يقفون خلف قيادتها حراسا أمناء على المسؤولية الوطنية التي كلفهم الشعب المصري بها في الدفاع عن الوطن وسلامة أراضيه والحفاظ على مقدساته وتاريخه العريق». في غضون ذلك أصدر الرئيس محمد مرسي أمس قرارا رئاسيا بالإفراج عن 58 من المحبوسين بأحكام محاكم عسكرية. وشن حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق ومؤسس حزب الكرامة هجوما على مرسي معتبرا أنه «اختار أن يكون ولاؤه لجماعته أكثر من ولائه للشعب»، مضيفا «أن من يعطي ولاءه لجماعة أو فصيل سوف ينفصل عن الشعب المصري». وأشار صباحي في المؤتمر الشعبي بكفر الزيات في محافظة الغربية إلى الإعلان عن البدء في تأسيس التيار الشعبي المصري، وهو تحالف انتخابي تغلب عليه الأحزاب اليسارية، وضرورة أن يصلح الشعب من نفسه «بالتنظيم الجيد حتى نقيم تنظيما قوياً يعبر عن الشعب المصري ويتمكن من كسب الانتخابات المقبلة برلماناً ومحليات ورئاسة جمهورية»، مضيفا أنه «لا فرق بين مسلم ومسيحي ولن يكون في التيار أي أيديولوجيات». لكن صباحي أعرب عن رفضه المشاركة في مظاهرات 24 آب (أغسطس) المزمعة ضد الرئيس مرسي و»الإخوان»، اذ «أنها دعت إلى العنف... ولكننا مع التظاهر السلمي وأن كل مواطن يعبر عن رأيه وليس مع العنف والقمع وقصف الأقلام ومهاجمة أصحاب الرأي والفكر».