تواصلت أعمال العنف في العراق مساء الخميس وصباح الجمعة الذي شهد هجمات استهدفت نقاط تفتيش شمال بغداد، فيما طالب نواب وزارة الداخلية بالاعتراف بفشلها في إدارة الملف الأمني. وأكد مصدر أمني في تصريح إلى «الحياة» أن «مسلحين مجهولين هاجموا صباح أمس نقطتي تفتيش في قضاء الطارمية فقتل 6 عسكريين وأصيب 12 بينهم عدد من الضباط». وأوضح المصدر أن «المجموعات المسلحة تحاول زعزعة الأمن وبث الفوضى من خلال تنفيذ مخطط إرهابي يتزامن مع عيد الفطر المبارك». وتابع إن «المخطط الجديد يحاول إرباك القوى الأمنية من خلال تنفيذ عمليات إجرامية في ساعات حرجة مستغلين لهفة الصائمين للخروج بعد الإفطار مباشرة إلى الساحات والمطاعم الشعبية أو الأسواق في ساعة الذروة». وأضاف: «تم وضع اليد على القيادات الرئيسة التي تشرف على تحرك الجماعات المسلحة بفضل تعاون جهات خارجية مع مكتب القائد العام للقوات المسلحة وكشفت تلك المعلومات هوية مدبري التفجيرات، وبعضهم يشغل مناصب حساسة سيتم الإفصاح عنهم قريباً». وشهدت بغداد، مساء أول من أمس تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة أسفرت عن مقتل وإصابة 137 شخصاً بتفجير مزدوج في منطقة الزعفرانية، فيما سقط 10 قتلى وجرحى بتفجير سيارة مفخخة قرب أحد المطاعم الشعبية في مدينة الصدر وقتل ثلاثة وأصيب سبعة آخرون بانفجار سيارة مفخخة في منطقة الحسينية، كما قتل شرطي وأصيب اثنان آخران بهجوم مسلح على حاجز في منطقة الزيدان، جنوب قضاء أبو غريب، فضلاً عن مقتل وإصابة 18 عسكرياً في هجوم شنه مسلحون على نقطتي تفتيش في الطارمية. وجاءت هذه الهجمات المسائية اثر سلسلة تفجيرات استهدفت كركوك والأنبار وصلاح الدين وديالى وبغداد والموصل صباح اليوم نفسه. إلى ذلك، طالب عضو لجنة الأمن والدفاع النائب قاسم الأعرجي في تصريح إلى «الحياة» وزارة الداخلية بالاعتراف بفشلها في حماية المواطنين. وأوضح أن «الخروق الأمنية المتكررة تتطلب إعادة النظر في وضع جميع القادة الأمنيين ومحاسبة المقصرين منهم بشدة». وأضاف: «بدوري أحمل وزارة الداخلية كامل المسؤولية ولا بد من إجراء تغييرات شجاعة تطاول كل المفسدين وغير الكفوئين، وكذلك في وزارة الدفاع التي تحولت إلى وزارة طائفية بعملها». إلى ذلك، دعا رئيس كتلة الفضيلة النيابية عضو لجنة الأمن والدفاع النائب عمار طعمة الأجهزة الأمنية إلى «تنفيذ عمليات استباقية ضد حواضن الإرهاب في شكل دوري». وقال إن «الإرهاب الأعمى الموجه ضد أبناء شعبنا أطفالاً وشيوخاً ونساء في شهر رمضان، يؤشر إلى الهوية الحقيقية للإرهاب وبشاعة منهجه الإجرامي، ما يستوجب إجراءات لتضييق الخناق عليه». وأضاف: «من أهم الإجراءات المبادرة بالعمليات الاستباقية لحواضن الإرهاب، وإدامتها في شكل دوري لإرباك الإرهابيين وتضييق فرص تنفيذ هجماتهم الإجرامية».