بدد البيت الابيض تكهنات باحتمال تخلي الرئيس باراك اوباما عن ترشيح نائبه جو بايدن لولاية ثانية في منصبه، على رغم ما وصف ب «هفوات» ارتكبها بايدن وحملت جمهوريين على الاعتقاد بأن اوباما سيرشح وزير الخارجية هيلاري كلينتون للمنصب. أتى ذلك غداة إعلان المرشح الجمهوري السابق جون ماكين، أنه من «الذكاء» من جانب اوباما أن يبدل بايدن بهيلاري كلينتون، قبل ان يضيف على الفور: «لكن هذا الأمر لن يحصل بالتأكيد». وأثار بايدن، المعتاد على ارتكاب الهفوات، جدلاً الثلثاء، بقوله ان اقتراحات المرشح الجمهوري ميت رومني حول المصارف هي بمثابة «تقييد» للأميركيين ب «الأصفاد»، وذلك في تلميح الى حقبة العبودية موجهاً الى الناخبين السود، في خطاب ألقاه في فيرجينيا. وردا على سؤال حول هذا الامر خلال لقائه اليومي مع الصحافيين، كرر الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني القول، ان «البطاقة» الرئاسية الديموقراطية للانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ستكون بالتأكيد «أوباما-بايدن». وأضاف: «إنها مسألة محسومة منذ وقت طويل». وأكد كارني أيضاً أنه يكنّ «إعجاباً كبيراً واحتراماً كبيراً للسناتور جون ماكين»، متداركاً: «لكن إذا كنت أريد أن أطلب نصيحة حول المرشحين لنيابة الرئاسة، فلن أطلبها من جون ماكين». وكان ماكين اختار في العام 2008 سيدة غير معروفة على المسرح السياسي هي حاكمة ألاسكا ساره بايلن كمرشحة لمنصب نائب الرئيس. ويعتبر اختيار بايلن احد العوامل الرئيسية في فشل ماكين. من جهة أخرى، قدم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية ميت رومني اوضح تفسير في الجدل حول وضعه الضريبي، قائلاً انه دفع 13 في المئة على الاقل سنوياً خلال العقد الماضي، لكن فريق حملة الرئيس الاميركي باراك اوباما سارع الى مطالبته بإثباتات على ذلك. وكان رومني الثري والمستثمر السابق تعرض لهجمات من الديموقراطيين لرفضه الكشف عن حصيلة ضرائبه قبل 2010 وبدا منزعجاً من الأسئلة عن أمواله الشخصية في خضم الجدل المحتدم في حملة 2012. وقال للصحافيين في مطار قرب غرينفيل في كارولاينا الجنوبية: «يجب ان اقول، نظراً للتحديات التي تواجهها اميركا، حيث هناك 23 مليون شخص عاطلين عن العمل ومع ايران على وشك ان تصبح قوة نووية، فيما يواجه أميركي من اصل ستة الفقر، فإن التركيز على الضرائب التي دفعتها أمر يدل على عقلية محدودة جداً مقارنة بالمواضيع الكبرى التي نواجهها». وأضاف رومني: «لكنني عدت واطلعت على ضرائبي، وعلى مدى السنوات العشر الماضية لم ادفع اقل من 13 في المئة. أعتقد أنه في آخر سنة دفعت 13.6 في المئة او قرابة ذلك، وبالتالي فأنا دفعت الضرائب سنوياً». ودفع رومني فعلياً ضرائب بنسبة 13.9 في المئة في 2010 بحسب وثائق المرتجعات التي نشرها، لأن مدخوله من الاستثمارات خضع لضريبة كربح مالي بدلاً من ان يخضع لنسب اعلى من الضرائب تطبق على الراتب. وهذه الارقام قد لا تروق لعدد كبير من الاميركيين، لا سيما من الطبقة الوسطى الذين يدفعون نسب ضرائب اعلى من رومني، لأنهم يدفعون ضريبة على الرواتب اعلى من الضريبة على مدخول الاستثمار. وحاليا الضريبة الاعلى على الراتب في اميركا تبلغ 35 في المئة. ورد فريق حملة اوباما على هذا الاعلان قائلاً: «بما أنه يوجد سبب جوهري للتشكيك بمزاعمه، لدينا رسالة بسيطة نوجهها اليه: أثبتْ ذلك». وقالت الناطقة باسم حملة اوباما الانتخابية ليز سميث في بيان: «رغم انه استثمر ملايين الدولارات في ملاذات ضرائب اجنبية وشركات اوفشور وحسابات مصرفية في سويسرا، لا يزال يطلب من الشعب الاميركي ان يثق به». وأضافت: «لكن نظراً الى السرية التي يعتمدها ميت رومني حول مرتجعاته، وكذلك كشفه وثيقة مرتجعاته الوحيدة التي رأيناها حتى الآن وعدم التماسك بينها وبين ما كشف عنه بخصوص ماليته، فقد عزز الحق لنا بأن نسأله» حول ذلك. ويسعى رومني للرد على الاتهامات التي وجهها اليه زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد، الذي اعلن في وقت سابق هذا الشهر ان رومني لم يدفع ضرائب على مدى عشر سنوات. ورد رومني بالقول: «تهمة هاري ريد خاطئة تماماً».