في عددها للصيف الجاري، نشرت «مجلة العلوم الطبيعية» نتيجة دراسة صدرت أخيراً عن فريق دولي من العلماء، بينهم كنديّون، عن العلاقة بين الجينوم ومرض ال «شيزوفرينيا». وأكّدت الدراسة اكتشاف قرابة 100 منطقة في جينوم البشر تظهر فيها تراكيب غير طبيعية عند المرضى المصابين ب «انفصام الشخصيّة»، وهو اسم آخر لل «شيزوفرينيا». وأوضحت المجلة أن ذلك الاكتشاف يرفع مجموع المناطق المتّصلة بال «شيزوفرينيا» في الجينوم إلى 108 مناطق. وأوضحت جو نايت، وهي اختصاصيّة كندية في علوم الجينات شاركت في أعمال الفريق الدولي، أن مرض «انفصام الشخصية» هو اضطراب عقلي لا يعرف عنه سوى القليل. ويتميز «انفصام الشخصية» بحدوث هلوسات وظهور أفكار وهمية وأفكار مضطربة. وبيّنت نايت أن تلك الدراسة تضمنت استعراضاً لأبرز أعراض مرض ال «شيزوفرينيا»، خصوصاً تلك التي تظهر عادة في أواخر مرحلة المراهقة أو في العشرينات من العمر. وترصد تلك الأعراض على قرابة 1 في المئة من المراهقين عالميّاً. ووفق كلمات نايت: «يعرف عن ال «شيزوفرينيا» أنها مرض باهض التكلفة. ففي كندا، يبلغ مجموع تكاليف الرعاية الصحية، والبرامج الاجتماعية وفقدان الإنتاجية المرتبطة بمرض ال «شيزوفرينيا» قرابة 685 بليون دولار سنوياً. ابحث عن المناعة «يعتقد كثير من العلماء أن اكتشافات جديدة تتصل بعلاج ال «شيزوفرينيا»، بيّنت طرق عمل الأدوية في أنسجة المخ، خصوصاً ما يتعلق بأداء الخلايا العصبية ونقاط تقاطع أعصاب الدماغ بعضها مع بعض، إضافة إلى طريقة سريان النبضات الكهربائية في المخ. وأضافت تلك الاكتشافات مزيداً من الصدقية على نظرية تقول بأن الجينات التي تتعامل مع جهاز المناعة يمكن ربطها بمرض ال «شيزوفرينيا»، ما يوحي بوجود علاقة بين اختلال المناعة الذاتية وال «شيزوفرينيا»، ولو بصورة جزئيّة» وفق نايت أيضاً. وأضافت: «عندما نعرف سبب الإصابة بالفصام، نغدو أكثر قدرة على ابتكار علاج له، أو التوصل إلى آلية لوضع تدابير وقائية تجاه ذلك المرض». ووصفت «مجلة العلوم الطبيعيّة» تلك الدراسة بأنها اختراق علمي كبير، خصوصاً أنها استغرقت سنوات طويلة، وشملت تحليل قرابة 37 ألف جينوم لمرضى يعانون «انفصام الشخصية»، إضافة إلى قرابة 113 ألف عينة من متطوعين أصحاء.