في فصل الحر يميل الناس الى التهام البوظة، لأنها تخفف من وطأة الحر، وتثلج الصدور، وتروي الظمأ، وترطب الجسم. هناك عشرات الأنواع من البوظة التي تختلف في ما بينها بمكوناتها ومحتوياتها، لكن هناك قواسم مشتركة تجمع بينها. - من ناحية الماء تحتوي البوظة على نسبة عالية منه تراوح بين 60 و70 في المئة، وهذه الكمية نافعة في ترطيب خلايا الجسم وفي إبعاد شبح العطش، وفي منع الإصابة بالجفاف المنتشر كثيراً في الفصول الحارة. - في ما يتعلق بالسعرات الحرارية، فهذه تتباين بحسب المكونات التي تدخل في البوظة خصوصاً الحليب والمواد الدهنية. وفي شكل عام فإن 100 غرام من البوظة تعطي حوالى 300 سعرة حرارية، وهذه الكمية تقل في حال استعمال مكونات حليبية ودهنية خفيفة. وإذا ما أضيفت بعض المواد مثل الشوكولاتة والكريما والمكسرات والعسل والفواكه وغيرها قفزت السعرات الحرارية في البوظة إلى أرقام قياسية، بحيث أن عدد السعرات في الكأس الواحدة يتخطى حاجز 1000 سعرة حرارية. - من جهة السكريات، إن البوظة غالباً ما تكون غنية بالسكر، وهذا ما يجعلها غير مناسبة لبعض الفئات من الناس المصابين بالبدانة أو بمرض الداء السكري. - في خصوص الدهنيات، إن البوظة تحتوي عادة على الحليب الكامل الدسم الغني بالأحماض الدهنية المشبعة التي لا تناسب الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول في الدم وأولئك الذين يشكون من الأمراض القلبية الوعائية. - يوجد في البوظة مادة الليسيتين الآتية من البيض، وتدخل هذه المادة الدهنية في صلب بنية الخلايا العصبية، وهي تتألف في قسم كبير منها من مادة الكولين التي تعتبر احد أهم النواقل العصبية في الدماغ. إذا تم تناول البوظة على عجل فإنها تثير آلاماً في مقدمة الرأس والصدغين قد يستغرق حوالى نصف دقيقة من أخذ القضمة الأولى لكنها لا تلبث ان تزول سريعاً، ولتفاديها ينصح بتناول البوظة ببطء وروية، وغالباً ما تحصل هذه الآلام في الرأس عند الذين يملكون استعداداً للإصابة بالصداع النصفي. يجب الحذر من البوظة المحضرة من الحليب غير المبستر، لأنها قد تحمل معها خطر الإصابة بمرض الحمى المالطية. كما يجب التأكد من سلامة البوظة ونظافتها من التلوث الميكروبي الذي يجد بيئة خصبة له في مزيج مؤلف من الحليب والقشطة والبيض. بقي أن نعلم أن البوظة تساهم في تحسين المزاج وفي زيادة الشعور بالنشوة، من خلال تأثيرها بصورة فورية على المراكز المسؤولة عن السرور والبهجة في المخ. وفي هذا الإطار فإن المسؤولين عن الخدمات الصحية في بلدة دونكاستر البريطانية أصدروا قراراً يتضمن تقديم البوظة لموظفيها اثناء فترات عملهم من أجل التخفيف من الضغط والتوترات النفسية، وهذه الهبة ليست يومية ولا أسبوعية بل لمرة واحدة في الشهر تعاد إذا دعت الضرورة.