مع دعوات التضامن الإسلامي، دعوة للتضامن الوطني. تأمل أين هو موقعك؟ هل أنت من دعاة الفرقة أم الوحدة ؟ هل أنت مُسَعِّر فتن تنبش عن اختلافات تتصيدها، لتعرض كشوفاتك وكأنها الجواهر واللآلئ، أم إطفائي تقوده الروية والحكمة؟ وبالنتيجة، هل أنت ممن يبنون أم ممن يهدمون؟ ولا شك في أن الحاضرين في المشهد الإعلامي عليهم مسؤولية أكبر من غيرهم، فهم -من المفترض- يقودون ويؤثرون، لذلك يجب أن تكون خطواتهم محسوبة، وردود أفعالهم منتقاة أكثر من غيرهم. لا تأتي الفتن إلا من ثغرات الداخل، وإذا كان هناك من عدو فهو المستفيد الأول وربما الوحيد، فانظر هل أنت ممن يقيمون المشاريع لتوسعة هذه الثغراث، أم ممن يجتهدون للعمل على سدها؟ ... ألزمت هيئة مكافحة الفساد الجهات الحكومية بوضع لوحات على مشاريعها، توضح فيها معلومات عن المشروع، غرضه وكلفته والتاريخ المتوقع لإنجازه. يقترح على الهيئة أن تُلزِم المقاولين أيضاً بوضع لوحات يعلنون فيها عن سبب عدم إكمالهم المشروع إذا كان متعثراً، أو سبب تأخر التنفيذ، سواء أكان تشييد مبانٍ أم حفر طرق. الفكرة جاءت من خطوة أحد أصحاب المحلات التجارية، بعد أن صرفت الحفريات الزبائن عن تجارته، وضع لوحة كتب عليها «حسبي الله ونعم الوكيل، المعرض للتقبيل بسبب الحفريات». ... تحدى وزير المالية أن الوزارة تتأخر في الصرف، ونشرت صحيفة «الرياض» عنه قوله: «أتحدى أي شخص أو جهة تعمل في مشروع حكومي ورد له أمر الدفع من قبل وزارة المالية، وكان مستكملاً الإجراءات ولم يدفع خلال أسبوع»، وأضاف: «إن المقاولين يحصلون على مستحقاتهم في الوقت المطلوب، أحياناً تخلق قضية من لا شيء ولا يوجد أي تأخير، هناك بعض المقاولين يعملون في مشاريع أكثر من قدراتهم ويكون هنالك تأخير من قبلهم». انتهى. و الذين يُلقون باللائمة على المالية في تعثر مشاريع أو إخفاق مقاولين، عليهم الرد بكل شجاعة، وإذا لم يحدث ذلك فهم يبحثون عن أعذار لتقصيرهم ليس إلا. بقيت مسألة مهمة، وهي لماذا يحصل بعض المقاولين على مشاريع أكبر من قدراتهم؟ www.asuwayed.com