استسلمت سورية للمصير التدميري بقيادة من وضع نفسه ضمن دائرة زعماء التنمية والإصلاح والتحديث، نواميس الكون تتحرك والعالم يتطور وشاب السلطة في عالمنا العربي يتقوقع وتصيبه شيخوخة التموضع الإجباري في مرحاض الفساد والإدمان الخامل للسلطة الذي يعيش على روائح تاريخ الحزب وسلطاته المطلقه. المجتمع السياسي الدولي في حاضرنا متخلف ومنحط كما هو حال قرون وسطى، ما الذى تغير ونحن نشهد في قرننا ال21 رقص «باطل» الفيتو على جثث الأبرياء، هيئة أمم، ومجلس أمن، ومحاكم دولية، أشبه ماتكون بقصور مسكونة بالشياطين تُرعبُك الأسماء وتخيفك قصص وروايات إنتصارات وهزائم صنعت زعماء وأنظمة بشّروا بعدالة وحرية طال الزمن والكل يسأل... أين هي ؟! ديموقراطية، حقوق إنسان، قانون قضاة، ومحاكم، دعاة وواعظون، ناشطون خضر وحمر وصفر، مبشرون وناشرون وراعون لمؤسسات مجتمعات مدنية؛ تحت أنظارهم وعلى مسامعهم بشر يُذبحون ويُشردون وتُنتهك أعراضهم... والأصوات مرتفعة أين أنتم؟! حماية الأبرياء غائبة، من غَيبّها؟ القرارات جامدة فأي قانون أخلاقي جَمّدها، حقوق الإنسان مُصنّفة بألوان وأعراق وديانات، فمن ذاك الذي خُلق من تراب تمرد على الطبيعة وصَنّفَها؟! العقول والقلوب لعبة في خزائن الرأسمالية وصاحبنا يطرح أسئلة على نسق صومالي لايزال يقرأ في أنظمة القوانين الدولية؟! امتنع الجزائري واللبناني، وتطاول الذراعان الروسي والصيني بااللاءات، ومابين ثوان الامتناع والتطاول ذُبح خمسين بريئاً سورية، احتضن الطفل مخضباً بالدماء لعبته ولم تُمكّنه آلة الغدر القذرة من إكمال البكاء الندائي لوالديه، كيف لكما أيها العربيان الامتناع والطفل يبكي بلغة الضاد، ولن أقول كيف تطاول الذراعان الروسي والصيني على القرار لأن الروائح الكريهة تسكن خزائن آخر معاقل الصراع مع الرأسمالية. أسئلة مغمورة بالسذاجة عندما يطرحها المغلوب على أمره، لأنه لا يكاد يُصدق أو لا يريد أن يُسلم بأن ذبح الشاة سبقته بأفضلية البسملة، أما هو فلم يُحسنوا ذِبحتهُ، ليس لأنه عربي بل لأنه ليس من دول تحتمي بشيطان الفيتو الذي يقلب الحق باطلاً ويصنع من الباطل حقاً. أمام هذا العار القانوني والشرذمة الحقوقية والاغتصاب للمبادئ والأخلاق ورعاية مزارع الديكتاتورية والتفرقة والتمييز في حقوق البشر، دقت ساعة ربيع الشعوب في جميع دول العالم لإسقاط الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وهدم أسوار فيتو حماية الجرائم من أجل المصالح. شعب أعزل يُقتل بالصواريخ ونيران الدبابات، والقنابل تُلقى من الطائرات ومن أجل عيون لاءات الفيتو يقف العالم عاجزاً عن فعل أي شئ، حتى الحظر الجوى لتقريب العدالة بين المتحاربين في سورية – الجيش الحكومي والجيش الحر - ليس ممكناً لأن روسيا والصين لهما حق حماية الجرائم من منظور المصالح، مثلما كان للولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا حق حماية الجرائم الإسرائيليلة التى إرتكبت بحق الشعب الفلسطيني، ذبحاً وقتلاً وتشريداً ومصادرة الحقوق والأراضي؟! كم أنا غارق في تحليل إجابات لأسئلة ساذجة، وكأني عابر سبيل على هذا الزمن المُحَطّم لمعنويات من يحمل عناوين المنطق والمفروض ويبحث عن حياة لايصنع قوانينها مصرفيين وعسكر، فمن تحت أرجلهم نبت عالم جديد بقيادة المايسترو «فيتو» سَنّه الأقوياء للتلاعب بمصائر الضعفاء وإذلالهم. مأساة مروعة أن يَسمع ويَرى القانونيون والحقوقيون في العالم، أبرياء يُذبحون بأنواع الأسلحة البرية والجوية والبحرية كافة، ولا يستطيعون المطالبة بحظر جوى لحمايتهم من مجرمي الحرب في سورية، لأن روسيا والصين أبطلا القرار الأممي، وأنا أطرح السؤال الساذج الأخير: كيف للباطل أن يُسقط الحق، وكيف لأهل الحق السقوط أمام أهل الباطل إذا لم تكن شريعة الغاب هي من يتحكم في مصائر أهل الأرض. * كاتب سعودي. [email protected] alyemnia@