يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً في جدة اليوم لدرس التطورات التي تشهدها سورية والتحرك السياسي عقب استقالة المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي أنان، ويأتي هذا الاجتماع قبل يومين من قمة التضامن الاسلامي التي دعا اليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي تعقد في مكةالمكرمة يومي الثلثاء والاربعاء. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أمس، إن من المنتظر أن يتم خلال الاجتماع، الذي يعقد برئاسة الكويت الرئيس الحالي لمجلس الجامعة، بحث من سيتم تعيينه خليفة لكوفي أنان، واوضح أن الأمين العام نبيل العربي سيشارك في الاجتماع، ثم يحضر قمة التضامن الإسلامي. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بحثت امس في النزاع السوري خلال زيارة الى تركيا التقت خلالها الرئيس عبدالله غل ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان واجرت محادثات مع وزير الخارجية احمد داود اوغلو. وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة وتركيا تدرسان اقامة مناطق حظر للطيران وخطوات اخرى لمساعدة قوات المعارضة السورية مع احتدام الصراع. واكدت ان على أنقرة وواشنطن الخوض في تفاصيل هذه الخطط موضحة ان «أجهزة الاستخبارات وجيشي البلدين أمام مسؤوليات مهمة وأدوار عليها القيام بها ومن ثم سنشكل مجموعة عمل لتحقيق هذا الأمر». واتفقت كلينتون وداود اوغلو على تشكيل مجموعة عمل من البلدين لتنسيق الرد العسكري والسياسي والاستخباراتي في مواجهة احتمال استخدام النظام السوري اسلحته الكيماوية وما يترتب على ذلك من حالة طواريء طبية وارتفاع في اعداد اللاجئين الذين سيهربون من سورية الى تركيا. وعبرت هي وداود اوغلو عن قلقهما من ان تصبح سورية معقلاً «لارهابيي حزب العمال الكردستاني او القاعدة». ميدانياً عادت الاشتباكات امس الى شوارع دمشق على رغم ان النظام سبق ان اعلن في 4 آب (اغسطس) الجاري استعادة السيطرة عليها. وسمعت اصوات طلقات نارية كثيفة في شارعي بغداد و29 ايار في وسط العاصمة. وذكر التلفزيون السوري ان «مجموعة ارهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة في منطقة المرجة»، ونقلت وكالة «اسوشيتدبرس» ان هذه العبوة كانت مزروعة تحت شجرة وتم تفجيرها بواسطة جهاز للتحكم عن بعد عند مرور شاحنة تنقل عناصر من الجيش النظامي. وفي حلب تعرضت مناطق في حي صلاح الدين لقصف من قوات النظام امس فيما قال قائد العمليات الميدانية في «لواء التوحيد» التابع ل «الجيش الحر» عبد القادر الصالح لوكالة «فرانس برس» ان هذا الجيش تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين. وذكر ان المعارك الضارية لم تتوقف مع جيش النظام، الذي يقوم بقصف كل احياء حلب بالطيران. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان حي السكري القريب من صلاح الدين والذي يعد معقلاً لمسلحي المعارضة تعرض لقصف عنيف من القوات النظامية التي يعتقد انها تتحضر لتنفذ عملية عسكرية واسعة فيه. الى ذلك قال رئيس جهاز الاستخبارات الالمانية غرهارد شيندلر امس ان النظام السوري في مرحلته الاخيرة و»هناك دلائل كثيرة على ان لعبة النهاية بالنسبة للنظام بدأت». واوضح ان جيش النظام ينضب جراء الخسائر البشرية والفارين من الخدمة او الذين انشقوا وانضموا الى المعارضة. وقال ان عدد هؤلاء يصل الى نحو 50 الفاً يشملون المصابين والفارين وما بين نحو الفين وثلاثة الاف انشقوا وانضموا الى المعارضة المسلحة. وعلمت «الحياة» في نيويورك أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وافقت على ترشيح الأخضر الإبراهيمي، خلفاً لأنان، وأن قرار تعيينه ينتظر قراره النهائي «إضافة الى معرفة موقف الحكومة السورية من تعيينه». وأكدت مصادر مطلعة في الأممالمتحدة ل»الحياة» أن الأمانة العامة تسعى الى إطلاق مهمة المبعوث الخاص المشترك الجديد بناء على البيان الختامي لاجتماع مجموعة العمل من أجل سورية الذي صدر في جنيف نهاية حزيران (يونيو) الماضي ونص على عملية انتقالية وإجراء انتخابات متعددة. وفيما شدد الأخضر الإبراهيمي على ضرورة «ترحيب مجلس الأمن به وتأكيد دعمه لمهمته» أساساً لقبول توليه المهمة أكدت مصادر ديبلوماسية إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يريد أن تكون مرجعية المبعوث الجديد في يد الأمانة العامة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كي لا يؤدي الانقسام في مجلس الأمن الى افشال مهمته.