أكد البيان الختامي لمؤتمر «أصدقاء سورية» «الدعم الكامل» لخطة الموفد الدولي الخاص إلى سورية كوفي أنان، مطالباً ب «تحديد مهلة زمنية» لتنفيذها، كما اعترف ب «المجلس الوطني السوري» المعارض «ممثلاً شرعياً لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه»، مؤكداً الدعم «لنشاطات المجلس من أجل سورية ديموقراطية» الذي اعتبرته «محاوراً رئيسياً» للمعارضة. في موازاة ذلك، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لإصدار قرار ملزم عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع يقضي بوقف جميع أعمال العنف فوراً في شكل متزامن من الجميع». وجاء في نص البيان الختامي الموزع على الصحافيين أن «مجموعة الأصدقاء تجدد التأكيد على أهمية التطبيق الكامل من جانب النظام السوري» لمقررات الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية وخطة أنان المؤلفة من ست نقاط. وأضاف البيان: «إلا أن مجموعة الأصدقاء تعبر عن أسفها لاستمرار أعمال النظام السوري نفسها على رغم إعلانه الموافقة على خطة النقاط الست. فمنذ الإعلان عن الموافقة في 27 آذار (مارس)، لم يتوقف العنف الذي يقوم به النظام، ومنذ ذلك التاريخ، فقد كثيرون حياتهم». واعتبر أن ذلك «يبرز كنموذج جديد على عدم صدق النظام»، مضيفاً أن «الحكم سيكون على أفعال النظام لا على وعوده». وأكد البيان أن «الفرصة المتاحة للنظام لتنفيذ التعهدات التي قام بها للموفد المشترك أنان ليست مفتوحة بلا نهاية». ودعت المجموعة أنان إلى «تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها عودة إلى مجلس الأمن الدولي إذا استمرت عمليات القتل». ودعت المجموعة كل أعضائها إلى تحمل مسؤولياتهم. وتنص خطة أنان على سحب القوات العسكرية من المدن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والصحافيين إلى سورية وبدء التحاور حول مرحلة انتقالية. وأعلنت السلطات السورية موافقتها على الخطة. وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء المؤتمر أن «83 دولة» شاركت في المؤتمر، ما يدل على «اهتمام متزايد» بالقضية السورية. وقال إن المؤتمرين استمعوا خلال اجتماعهم إلى شهادات من أشخاص قدموا من أحياء بابا عمرو في مدينة حمص في وسط سورية ومن محافظة حلب (شمال) ومن مناطق أخرى، وقال: «ما سمعناه يشير إلى أن الوضع على الأرض مؤلم أكثر مما تصوره وسائل الإعلام العالمية». من جهة ثانية، اعترف «مؤتمر أصدقاء سورية» بالمجلس الوطني «ممثلاً شرعياً لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه». كما أكدت المجموعة «دعمها لنشاطات المجلس من أجل سورية ديموقراطية» الذي اعتبرته «محاوراً رئيسياً للمعارضة مع المجتمع الدولي». وأعلن البيان النهائي أن مؤتمر أصدقاء سورية المقبل سيعقد في فرنسا من دون تحديد موعد. ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية لإصدار قرار ملزم عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع يقضي بوقف جميع أعمال العنف فوراً في شكل متزامن من الجميع». وقال في افتتاح أعمال المؤتمر إن «عنصر الوقت له الآن أولوية كبرى». ويسمح الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة للمنظمة الدولية باستخدام القوة من أجل وضع القرارات الدولية موضع التنفيذ. وكان العربي يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي افتتح قرابة الساعة العاشرة والنصف (7,30 ت غ) في مركز المؤتمرات في إسطنبول في حضور ممثلين عن 74 دولة بينهم أكثر من أربعين وزير خارجية، والمجلس الوطني السوري. وطالب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في الجلسة الافتتاحية المجتمع الدولي ب «تحمل مسؤولياته» وب «موقف عملي جاد». وتابع: «نريد دعم الجيش السوري الحر لتأمين حماية المدنيين. نريد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري. نريد التزاماً دولياً بإعادة إعمار سورية بعد سقوط النظام المحتم». وأعلن غليون بأن المجلس «سوف يتكفل بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود والمقاومين الفاعلين في الجيش السوري الحر». وأشار إلى أن المعارضة السياسية السورية تخطت تشرذمها من خلال البرنامج الذي اتفقت عليه خلال هذا الأسبوع لبناء سورية الجديدة. وأضاف أمام المؤتمر «نجاهر أمامكم بأن شعبنا لن يتعب ومستمر في كفاحه مقدماً نموذجاً أسطورياً في الصمود في ثورات الربيع العربي». وأكد غليون أن برنامج المجلس يشمل الإقرار ب «الهوية القومية لأكراد سورية واعتبار القضية الكردية من صلب القضية السورية الأساسية» بعد انسحاب عدد من أعضاء المجلس الوطني الأكراد الثلثاء الماضي من اجتماع للمعارضة السورية في إسطنبول، احتجاجاً على عدم إقرار مسألة القومية الكردية في ميثاق المجلس. وبحث المشاركون أمس إقامة «صندوق ائتمان» للمعارضة السورية خلال المؤتمر. وقال ديبلوماسي غربي على اطلاع بالمفاوضات إن العنصر الأساسي هو ما إذا كانت الدول ستلتزم بمثل هذا الصندوق من دون تحديد أولاً تفاصيل كيفية استغلاله. ويريد المجلس الوطني السوري دعم جهود الجيش السوري الحر في حماية المدنيين ودفع أجور للمقاتلين الذين انشقوا عن قوات النظام. ويقول ديبلوماسيون إن دول الخليج مستعدة لنقل المال عبر المجلس الوطني السوري لهذا الغرض. وتتحدث تركيا عن منح المجلس الوطني السوري دوراً أكبر لكن بعض الدول الغربية ما زالت تشك في هذا المجلس الذي يضم الأطياف المختلفة من المعارضة لكن تهيمن عليه جماعة الإخوان المسلمين. وقال ديبلوماسي غربي كبير حضر الاجتماع: «ستكون هناك رسالة دعم لمهمة أنان... لكن أيضاً رسالة إلى (الرئيس السوري بشار) الأسد: لا تلعب معنا... نحن نعلم أنك خالفت اتفاقات سابقة». وقال ديبلوماسيون إنه في حالة عدم وفاء الأسد بوعده سيتعين على أنان أن يحدد ما إذا كان سيبلغ الأممالمتحدة بأنه أخفق في صنع السلام عبر «عملية يقودها السوريون». وسيطلع أنان مجلس الأمن اليوم عما إذا كان يرى أي تقدم في تنفيذ خطته المؤلفة من ست نقاط. ومن الممكن أن تشمل الخطوات التالية عودة إلى مجلس الأمن لإصدار قرار ملزم مع زيادة الضغط على روسيا والصين حليفتي الأسد واللتين أيدتا مهمة أنان حتى تتخذا موقفاً أكثر تشدداً من دمشق. نص البيان الختامي بعد مناقشات ساخنة اتفق المشاركون في مؤتمر «أصدقاء سورية» في اسطنبول على دعم جهود المبعوث الاممي - العربي للأزمة كوفي انان، وطالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، كما دعوا السلطات السورية الى وقف العنف بحق المتظاهرين. وهنا نص البيان الختامي. - ترحب مجموعة دول أصدقاء سورية بزيادة الاهتمام بالمشاركة التي وصلت إلى 83 دولة ومن ضمنها الجامعة العربية والاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الاسلامي، وتؤكد الدول تصميمها على دعم القضية العادلة للشعب السوري. وأن مستقبل سورية يجب أن يقرره الشعب السوري. وأنها ستقف بحزم مع هذا الشعب حتى تحقيق أهدافه العادلة. - مجموعة اصدقاء سورية تلتزم بقوة باحترام سيادة واستقلال سورية ووحدة اراضيها. - المجلس الوطني السوري قدم تقريراً حول الوضع على الأرض وبحسب التقرير فإن الوضع خطير. النظام السوري ينتهك حقوق الانسان بشكل واسع ومنهجي، ويواصل انتهاكه الحريات الاساسية ... الآلاف من السوريين من ضمنهم نساء وأطفال قتلوا، وعشرات الآلاف اعتقلوا من دون حق، والكثير منهم اجبروا على ترك ديارهم وأصبحوا نازحين، ودمرت بلدات وقرى. وخذل النظام شعبه في كل المجالات. ووصلت بعض هذه الجرائم إلى حد جرائم ضد الانسانية كما قالت لجنة تحقيق الاممالمتحدة. وواصل النظام تحدي المجتمع الدولي والتلاعب على الجهود الدولية لحل الأزمة. - النظام السوري يجب ان يتوقف حالاً عن هذه الممارسات وأن يوقف كل الهجمات على المدنيين وان يخضع كلياً للقانون الدولي. - يدعم أصدقاء سورية المبادرة العربية من أجل انتقال سلمي للسلطة. وبناء سورية ديموقراطية تعددية مستقلة حرة تحترم فيها حقوق المواطنين جميعاً. - الاصدقاء يؤكدون على أهمية احترام النظام السوري لخطة كوفي انان. ولكن مجموعة أصدقاء سورية تؤكد أسفها العميق لاستمرار النظام السوري في القمع رغم إعلانه قبول الخطة... النظام السوري لم يتوقف عن القتل منذ قبوله الخطة. وهذا دليل على عدم جدية النظام. سيتم الحكم على مدى التزام النظام بالمبادرة من خلال الأعمال لا الأقوال. والفرصة التي أمام النظام لتنفيذ التزاماته وفق خطة انان ليست بلا نهاية. مجموعة اصدقاء الشعب السوري تطلب من كوفي انان تحديد جدول زمني للخطوات الممكنة بما في ذلك العودة إلى مجلس الأمن اذا استمر القتل. المجموعة ستواصل جهودها من خلال العمل على تحضير إجراءات إضافية مناسبة لحماية الشعب السوري. - المجموعة تعبر عن بالغ ترحيبها بوثيقة العهد الوطني لسورية الجديدة الذي صدر عن اجتماع المعارضة السورية الأخير في اسطنبول. وتعبر المجموعة عن كامل دعمها للرؤية المشتركة للمعارضة السورية لسورية الجديدة الديموقراطية الحرة التي يتساوى مواطنوها في الحقوق والواجبات. كما ترحب بالبرنامج الانتقالي والسياسي والاقتصادي الذي أقرته المعارضة. سورية ستكون دولة ديموقراطية ودولة قانون ومساواة. كما ترحب المجموعة بالبيان النهائي لمؤتمر المعارضة السورية وإعلان أطرافه العمل معاً. تدعو المجموعة المواطنين السوريين لعدم المشاركة في الفظائع التي يرتكبها النظام، وتدعو من يعملون في القوات المسلحة وقوات الأمن وموظفي الحكومة لعدم إطاعة الأوامر المخالفة للقانون التي تستهدف المواطنين السوريين. المجموعة تبدي اعجابها الشديد بالمتظاهرين الذين يواصلون التظاهر السلمي على رغم من القمع والطغيان. المجموعة تعبر عن دعمها للإجراءات الشرعية التي يقوم بها المواطنون السوريون لحماية أنفسهم. المجموعة تدعو كل دول العالم لحرمان النظام من الحصول على وسائل قمع الشعب السوري وبخاصة التزود بالسلاح. وتدعو لمواصلة سحب السفراء وتخفيض مستوى العلاقات الديبلوماسية. الأدلة على ارتكاب النظام السوري جرائم بحق الإنسانية يجب أن تجمع بانتظام لتسهيل مهمة ملاحقة مرتكبيها، وتدعو لتوسيع مهمة لجنة التحقيق. - المجموعة تدعم الانتقال السلمي للسلطة وتلتزم بشكل عاجل بزيادة المساعدات للسكان. - مجموعة أصدقاء سورية قررت تشكيل مجموعة عمل لتفعيل العقوبات. وتستضيف فرنسا أول اجتماع للمجموعة خلال الشهر الجاري. - الوضع في سورية له تأثير سلبي على الإقتصاد في المنطقة والمجموعة مستعدة لتخفيف الأعباء عن دول الجوار. - أصدقاء سورية يتعهدون بدعم الإقتصاد السوري وتشكيل مجموعة عمل لهذا الشأن ترأسها ألمانيا والإمارات العربية المتحدة. المجموعة تعبر عن قلقها الشديد تجاه الوضع الإنساني المتفاقم في سورية. وتدعو كل الأطراف للسماح لمنظمات الإغاثة الانسانية لايصال الإغاثة والخدمات خاصة إسعاف الجرحى وتدعو لوقف العنف لمدة ساعتين في اليوم بما يمسى هدنة إنسانية لتوصيل المساعدات. تبدي المجموعة قلقها الشديد على اللاجئين والنازحين وتتعهد بمساعدة الدول التي تستضيفهم بالتشاور مع هذه الدول.