قرر المؤتمر الوطني العام في ليبيا المنبثق من انتخابات السابع من تموز (يوليو) تعليق أعماله حتى الثالث والعشرين من آب (أغسطس) الجاري بعدما كلف لجنة بصياغة نظامه الداخلي في ختام جلسة انتهت في وقت متقدم من ليل الجمعة - السبت. وكان المؤتمر انتخب الخميس والجمعة محمد المقريف رئيساً له ونائبين للرئيس هما جمعة عتيقة (محام مستقل من مصراتة) وصالح المخزوم من حزب «العدالة والبناء»، الذراع السياسية ل «الإخوان المسلمين». وأكد المقريف رئيس حزب «الجبهة الوطنية» خلال ترؤسه جلسة المؤتمر للمرة الأولى أول من أمس انه سيكون «على المسافة نفسها» من جميع الأطراف. وقال: «من أوجب واجباتي أن أكون بعيداً عن كل الاعتبارات السياسية المناطقية أو القبلية». وأعلن أنه سيستقيل من رئاسة حزبه الذي كان حصل على ثلاثة مقاعد من مئتين في المؤتمر، داعياً إلى الحوار مع كل القوى السياسية ومكونات المجتمع المدني بما فيها غير الممثلة في المؤتمر الوطني العام. وقال إن المؤتمر «في سباق مع الوقت» لوضع ركائز مؤسسات الدولة عبر إجراء «حوار جدي ومسؤول». والمؤتمر مكلف اختيار حكومة جديدة لتحل مكان المجلس الوطني الانتقالي وقيادة البلاد إلى انتخابات على أساس دستور جديد. ويشغل «تحالف القوى الوطنية» الذي يضم أكثر من أربعين حزباً ليبرالياً صغيراً بقيادة مهندسي الثورة ضد معمر القذافي، 39 مقعداً من اصل ثمانين مخصصة للأحزاب في المؤتمر، يليه حزب «العدالة والبناء» (17 مقعداً). أما حزب المقريف فيأتي في المرتبة الثالثة بثلاثة مقاعد. ووزعت المقاعد ال120 الباقية على مرشحين مستقلين ما زالت ولاءاتهم وقناعاتهم غامضة لكن الأحزاب تحاول استمالتهم. ويعتبر المقريف قريباً من «الإخوان المسلمين» خصوصاً لأن الإسلاميين كانوا يهيمنون على «الجبهة الوطنية». إلى ذلك، قال مصدر أمني إن مسلحين قتلوا بالرصاص عميداً في الجيش الليبي في مدينة بنغازي الجمعة في أحدث هجوم ضمن سلسلة من الهجمات في مهد الثورة. وأشار المصدر إلى أن العميد محمد هدية الفيتوري كان خارجاً من مسجد بعد صلاة الجمعة عندما أصيب برصاص أطلق من سيارة وتوفي بعد فترة وجيزة. وكان الفيتوري انشق عن نظام الزعيم الراحل معمر القذافي خلال انتفاضة العام الماضي وعين في ما بعد آمراً على الذخيرة والتسليح في الجيش.