لم تستطع الوعود والعهود التي أطلقتها وزارة المياه وشركتها الوطنية القضاء على أزمة المياه التي عصفت بعدد من أحياء المحافظة مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ففي حين توقف الضخ في بعض الأحياء، اضطر الزحام الكثيف على مناطق تعبئة صهاريج المياه إلى تدخل الدوريات الأمنية لحل مشكلات الزحام التي تسببت بها الأزمة في أكثر من محطة توزيع داخل المدينة الساحلية. وبحسب المواطنين، فإن الأزمة بدأت مع توقف ضخ المياه إلى الخزانات مع دخول الأسبوع الحالي وتخفيضه في أحايين كثيرة في فترات مختلفة من شهر رمضان المبارك في أحياء وسط وشرق وجنوب المحافظة التي عانى فيها السكان الأمرين من أجل الحصول على صهريج للمياه لتعبئة خزانات منازلهم الفارغة. وشكا عبدالغني الحربي وعمر السالمي من الكميات المخصصة لهما من المياه في أحياء مشرفة وبني مالك والعزيزية، إذ خفضت بشكل كبير مع دخول شهر رمضان المبارك، وقطعت عنهم في أوقات كثيرة - وفق السالمي - الذي يضيف أنهم تعودوا في حيهم توقف المياه تماماً في ساعات السحور الأولى، ما يجبرهم على الذهاب إلى «الأشياب» للحصول على صهريج مياه، لكن المفاجأة تصيبهم حينما يجدون الموقع مكتظاً بالمواطنين، ويبدأ الزحام من بعد صلاة ظهر كل يوم ويستمر إلى ساعات متأخرة من الليل، وهو ما يتناقض مع تصريحات المسؤولين بأن أزمة المياه لن تعود إلى جدة مرة أخرى. وأشار الحربي إلى أن أحياء مثل الصفا ومشرفة والعزيزية وغيرها، تعتبر من أكثر الأحياء المتضررة من تخفيض حجم ضخ المياه المخصص لها، وانقطاعها في أوقات كثيرة تمتد إلى أيام، لافتاً إلى أن الطلب على المياه يزيد في شهر رمضان المبارك في كل المدن وليس في جدة وحدها، وبالتالي فإن عدم زيادة الكميات المخصصة للأحياء أسهم في زيادة معاناة السكان في المنازل. وأضاف: «حتى إن أصحاب الشقق المفروشة اضطروا إلى المزايدة على أسعار الصهاريج، ما خلق سوقاً سوداء ارتفع بموجبها سعر الصهريج إلى أكثر من 100 ريال، كما أن العين تمنع نهائياً تسليم الاستمارات المخصصة للصهاريج إلى حراس البنايات الأجانب، ما يجبر صاحب البناية أو الشقة على التوجه بنفسه إلى العين للحصول على الاستمارة ومن ثم اصطحاب الصهريج وما يلحق ذلك من معاناة ليست بخافية على المسؤولين، وخصوصاً النساء اللواتي أكدت العشرات منهن أنهن مجبرات على التوجه إلى الأشياب بأنفسهن للحصول على ورقة خروج الصهريج وترك منازلهن في مثل هذه الظروف التي توجب على المسؤولين زيادة الكميات حتى لا يضطر أصحاب البنايات من المواطنين التوجه يومياً للحصول على صهريج للمياه».