هنا معرض الرز والرجاء أن تأخذ حبة حين تخرج من المعرض. إحصائيات من خلال حبة رز، تخبر عن عدد القتلى، المرضى، المهاجرين. في صالة العرض 897 مليون حبة من الرز، ما يعادل 12 طن من الرز، ما يعادل وزن 11 سيارة، أو 945 بسكليت! كل حبة تمثل نسمة من العالم. الانطباع الذي ستخرج به من المعرض الطريف بأنك لست وحدك، بأنك تنتمي إلى كتلة ما. حبة الرز تحدثك عن قيمة الإنسان، عن أثار الحرب، عن خسائر البشرية نتيجة العنف المسلح والحروب. تمثلك حبة الرز بين الأكوام الموزعة بعناية على أرضية بيضاء منتشرة في صالة بقاعتين كبيرتين في مبنى "هابرفرونت سنتر" المخصص للعمارض والمهرجانات الشتوية والصيفية على مدار السنة. لست وحدك إن كنت مصاباً بالحمى المكسيكية، لست وحدك ان كنت من ضحايا الحرب على العراق، لست وحدك ان كنت مهاجراً الى كندا أو أميركا، لست وحدك ان كنت من الضحايا - العابرين بشكل غير قانوني المنطقة الحدودية بين المكسيك وأميركا... لست وحدك إن كنت سجينا في العالم - ذكراً أم أنثى. هناك بقة رز تمثل عدد السجناء في العالم، الذكور والإناث في سجون كندا. خرجت ممتلئة أسئلة ودهشة وفي جيبي حبة رز. أنا حبة رز أنتمي إلى كومة تمثل سكان تورنتو. الآن أنا جالسة في مقهى على الرصيف أشرب قهوة كندية، أراقب المارة الملونين من كل دول العالم، لاجئين ومقيمين، عاملين وعاطلين عن العمل. الآن أتنفس بعمق وأغوص في ذاتي المحمّلة بالرز، أكثر من انفعال وسؤال. أضع حبة الرز على الطاولة أمامي، أفركها كما لو أنها المصباح السحري وأقول "إن وجدت نفسك وحيدة تشربين القهوة على رصيف المقهى الكندي، فأنت لست وحدك". في الصورة شاب مشغول يعد حبات الرز ويزنها كي يمثّل الاحصائية بدقة على الورقة. في الركن أكياس رز تنتظر أن تصبح أرقاما وتمثل بشراً. في منتصف الساحة شاب يلبس مريوله القمحي ويرتب حبات الرز على الكرتون الأبيض، فيما الزائر يتأمل كومة رز، ربما يصلي ويطلب الرحمة لتلك الأرواح ولما تبقى من أحياء في العالم. * المكان: صالة عرض في هاربرفرونت سنتر تورنتو، صيف 2009 * جاكلين سلام: شاعرة وكاتبة سورية كندية [email protected] www.jackleensalam.com ________________________________ لإرسال صورة وتعليق: [email protected]