ظهرت دعوات أميركية وأوروبية أمس بوجوب توسيع الضربات الجوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من العراق إلى سورية لإلحاق «هزيمة» بهذا التنظيم ورفع الغطاء الجوي عنه، في وقت استبعد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند التعاون مع نظام الأسد في التصدي ل «داعش». وأرسلت «جبهة النصرة» تعزيزات لدعم «الجيش الحر» في حلب. (للمزيد). وكان رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي، فتح الباب أمام توجيه ضربات عسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية، أو على الأقل في المنطقة الحدودية السورية- العراقية. وقال وزير الدفاع الأميركي تشاغ هاغل في مؤتمر صحافي مع ديمبسي في واشنطن، إن «تهديد داعش يزيد تهديد جميع المجموعات الإرهابية الأخرى اليوم، وهذه تتجاوز كل ما بإمكاننا معرفته. يجب أن نكون مستعدين لكل شيء»، بالتزامن مع حديث مسؤولين أميركيين عن وجود 12 ألف مقاتل اجنبي في صفوف المتشددين في سورية، بينهم مئة أميركي. من جهته، قال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانز أمس، إن قتال «داعش» لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا إذا امتدت مواجهة الجهاديين إلى سورية بجانب العراق، وأضاف للصحافيين في لاهاي: «كل من يدعو حالياً لاتخاذ مسار أكثر حزماً ضد الدولة الإسلامية في العراق يجب أن يدرك أنه سينجح فقط إذا كان مستعداً للقتال ضد هذا التنظيم في سورية أيضاً». ودعا تيمرمانز إلى تقديم المزيد من الدعم الغربي للأكراد في العراق والجماعات المقاتلة الأكثر اعتدالاً نسبياً في سورية التي تسعى للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. وفي لندن، ظهر جدل إزاء إمكانية التعاون مع نظام الأسد في مواجهة «داعش». وقال وزير الخارجية ل «هيئة الاذاعة البريطانية» أمس: «لا أعتقد أن فتح حوار مع نظام الأسد يمكن أن يحقق تقدماً في القضية التي ندافع عنها» في المنطقة. واعتبر هاموند أن إقامة تحالف مع النظام «لن يكون أمراً عملياً أو حكيماً أو مجدياً». وكان وزير الخارجية الأسبق مالكولم ريفكيند قال: «أولى الأمور التي نتعلمها في الشرق الأوسط هي أن عدو عدوي ليس صديقي. نستطيع جيداً ملاحظة أننا (النظام السوري والغرب) نواجه عدواً مشتركاً. لكن ذلك لا يجعلنا أصدقاء ولا يسمح لنا بأن نثق بهم وبأن نعمل معهم». ميدانياً، ارتفع إلى 70 عدد قتلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في معارك السيطرة على مطار الطبقة العسكري في شمال شرقي سورية، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». في وسط البلاد، قال «المرصد» إن «جبهة النصرة» أرسلت أمس «تعزيزات عسكرية من عتاد ومقاتلين إلى منطقة حلفايا في حماة التي تشتبك فيها مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وكانت أرسلت خلال اليومين الماضيين رتلين من محافظة حلب إلى ريف حماة. وفي جنوب البلاد، قتل 5 أطفال بينهم 4 من عائلة واحدة ببراميل متفجرة ألقتها طائرات مروحية على ريف درعا. الى ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن إدراج كل من السعودي عبد المحسن عبدالله إبراهيم الشريخ والكويتي حامد حمد حامد العلي على اللائحة المخصصة للإرهاب. وقالت إن الأول «قيادي في جبهة النصرة ويسهِّل تحركات القاعدة في سورية». واتهمت العلي بجمع عشرات آلاف الدولارات لمساعدة «النصرة في شراء أسلحة وقاد شبكة تمويل في الكويت».