تنفست تربويات ومعلمات كن يعملن على بند «محو الأمية» و«الأجور»، الصعداء، بعد أن تم مساء أول من أمس، إيداع رواتبهن، وفق التعديل الجديد. ويعتبر هذا أول راتب يطرأ عليه التغيير، منذ صدور القرار السامي، بتثبيت موظفي وموظفات بندي «الأجور» و«محو الأمية»، جميع العاملين والعاملات على البنود. وأرسل «جوال المعلمات»، رسالة نصية قصيرة، مطلع شهر رمضان الجاري، مفادها أنه سيتم تعديل الرواتب بحسب المراتب والدرجات التي تم تصنيف المعلمات والتربويات عليها، كما سيتم إيداع الرواتب مع التعديلات، لافتة إلى أنه بإمكان أية معلمة، أو تربوية، «مراجعة مقر إدارتها، بعد إجازة عيد الفطر، في حال حدوث خلل، لمعالجته وتعديله، مع تقديم الأوراق الثبوتية وما يلزم، للنظر في الشكوى، في حال التأكد من صحتها». وتبادلت معلمات وتربويات، التهاني والتبريكات، من خلال منتديات التربية والتعليم، ومواقع التواصل الاجتماعي، ووصفت بعضهن الحدث بأنه «عرس»، يأتي بعد «انتظار ومطالبات ومماطلات»، بحسب تعبير بعضهن، اللاتي أبدين مخاوف من أن تكون «شائعة». إلا أنهن تأكدن أن التعديلات «صحيحة»، وأن التثبيت تم بصورة فعلية. وقالت المعلمة فايزة المالكي، التي تعمل على بند «محو الأمية» منذ 20 سنة: «إن الزيادة التي شهدتها الرواتب تعتبر نقلة وقفزة هائلة»، مضيفة «أنا ممن تخطت خدمتي 20 سنة، وكنت أتقاضى ثلاثة آلاف ريال، لكنني حصلت بعد الزيادة على راتب يفوق سبعة آلاف ريال، وهذا انطبق على معلمات كثيرات، من دون تمييز». وأردفت المالكي، أن «الدرجات والمراتب وصلتنا قبل التعديل، واطلعنا عليها، وتم احتسابها على أساس عدد أعوام الخدمة، والخبرة، والشهادة، إذا كانت جامعية، أو تربوية، أو من حملة الثانوية العامة»، مبينة أن «الدرجات اختلفت بين من يعملن في الفترة الصباحية أو المسائية، وكل ذلك تم أخذه في عين الاعتبار»، إلا أنها ناشدت وزارة التربية والتعليم، بأن «تسترد حقوقنا من المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، التي كانت تستقطع جزءًا من رواتبنا لفترة زمنية لا تقل عن عامين، أو احتسابها بطريقة مناسبة، والحرص على عدم إضاعة الحقوق». وأوضحت التربوية ابتهاج زين، أن «تعديل الرواتب قفز بها إلى أكثر من الضعف، ما أحدث نقلة نوعية فعلية في وضع المعلمات المستفيدات، اللاتي يعانين من التعب والحرمان منذ أعوام طويلة»، مضيفة أن «بعضنا أمضي أكثر من عقدين، وراتبهن لم يشهد أي تحسين، على رغم الحرمان من بعض الحقوق، مثل الإجازات وغيرها، التي تمنح للمعلمات الرسميات، وكان آخرها الإجازة الصيفية، إذ لا زلنا نعمل في شهر رمضان. فيما بدأت إجازتنا منذ يومين فقط، على رغم مطالبنا، إلا أنه لم ينظر في جميع ما تقدمنا به من شكاوى حول الدوام»، مردفة أن «تعديل الرواتب، والتأكد من التثبيت جاء ليمحو تعب أعوام، ويعوضنا، من خلال منحنا الحقوق ومساواتنا مع التربويات الرسميات». فيما اعتبرت أخريات، أن التثبيت جاء «متأخراً، خصوصاً تعديل الرواتب، ولا نجد مبرراً للتأخر في ذلك، والمماطلة»، مشيرات إلى أنه «لولا الإلحاح والمطالب عبر وسائل الإعلام، فربما تأخر قرار التثبيت أكثر، بحجة الإجراءات والنظر في الآلية، ومع ذلك فإننا نشعر بالانتشاء والفرحة عارمة في الوسط التربوي».